(الإنسان وحالاتهُ الطبيعية والمكتسبة)
في الآونة الأخيرة تداولت موضوعات عدة حول الإنسان وحالاتهُ النفسية والسلوكية في الحياة، وخصوصاً بعد الحروب في العديد من الدول العربية، وهنا أصبحنا نحلل عادات الإنسان وحالاته الطبيعية والمكتسبة، وأصبحنا نتسائل العديد من الأسئلة حول هذه المواضيع ومنها:
_هل الإنسان شرير بالفطرة ؟؟
_هل يكتسب الإنسان عاداته من المجتمع أم هي فطرية ؟؟؟
_وما نوع التربية التي نراها مناسبة للإنسان لإقامة مجتمع صالح ؟؟؟
وكل هذه الأسئلة يجيب عليه الفيلسوف جان جاك روسو.
_ يرى روسو أن الإنسان طيب وخيِّر بالفطرة، يعيش عيشة أشبه بالحيوان، وحاجاته قليلة، ويكتفي بذلك وما رغباته إلا تلبيةً لحاجاته الجسدية والغريزية، فالإنسان جاهل يلبي رغباتهُ ويعرف آلامهُ.
_وهنا في نظرية "العقد الاجتماعي" أوضح لنا علاقة الإنسان بالمجتمع، وكيف أكتسب عاداتهُ منها بانتقاله من حالتهِ الطبيعية إلى الحالة الاجتماعية الذي كان مرتبطاً بالعمل في الزراعة، وتقسيم الأرض مما أدى إلى إيجاد نوع من التفاوت بين الأفراد يتحكم في السيطرة والقوة والرغبة بالتملك لدى الجميع؛ وهذا ما أدى إلى قيام حالة من الصراع والتنازع وقيام العديد من الحروب التي كانت ناجمة عن رغبة وحب التملك عند الإنسان لم تكن سائدة في الحالة الطبيعية، وهنا نرى مدى ارتباط واكتساب الإنسان عاداته من المجتمع.
_ وأيضاً هنا أوضح لنا روسو معالم التربية التي يجب أن يسلكها الإنسان:
يبدأ في كتابه "إيميل" إذ يقول: كل شيء حَسَن وهو خارج من أيدي خالق الأشياء وكل شيء يضمحل بين أيدي الإنسان "
يرى أن الإنسان يولد خيّر ولكن يغيره المجتمع، ويقوم بإفساده بحكم النظم الاجتماعية، ويضع ( روسو ) حلاً لفساد التربية؛ من خلال دعوته إلى إقامة تربية طبيعية.
وتقوم التربية عند ( روسو ) على مبادئ وهي:
١) الإنسان حر: ويجب عليه أن يحافظ على حريته.
٢) عامل الطفل كطفل وليس كرجل: على المربي أن يغرس الشعور لدى الطفل بأنه طفل ويسترشد به والاهتمام به والتدرج معه حسب سنه.
٣) جعل الأولوية للضمير على العلم: إعمال الطبيعة الخيرة والقدوة الحسنة بالعمل لا بالنظريات.
٤) التدريب على التفكير العلمي وذلك بالتدرج في تربية الطفل العقلية.
وهنا نرى بأن التربية عند الفيلسوف جان جاك روسو تقوم على مسايرة الطبيعة وإطلاق العنان لها.
أزرق | افين حاجو
1 تعليقات
جميل
ردحذف