كثيراً ما تتردد على مسامعنا "مات فلان" ولكوننا جيل ولد من رحم الحرب نسينا رهبة الموت وغدت هذه الكلمة روتينة تعايشنا معها وفيها.ولكن في نهاية المطاف وبعد بحثي الأخير عن الموت أدركت أننا لا نعلم عنه سوى ما يخلفه وقعه على أنفسنا .. !أيّ أننا لا ندرك ماهيته علمياً.فما هو الموت ؟!وهل توقف القلب هو ما يحدد حياتنا أم لا ؟!!
كثيراً ما نرى على التلفاز أو في أحد الأفلام أن أحد أبطالها أُعلن موته ودفن أو وضع في ثلاجة الموتى ووجد أنه ما زال على قيد الحياة ..!حسناً الموضوع لا يقتصر على الأفلام فقط بل هو حقيقة لا ندكها، نتجت من خطأ الأطباء أو قلة معرفتهم بالموت الحقيقي.
ففي مفهومنا المتداول أنه يمكن إعتبار الشخص ميتاً إذا توقف قلبه عن العمل ولكن يمكن للقلب العودة للعمل في كثير من الحالات وأثبتت الدراسات أنه من المفروض أن تكون مدة إنعاش القلب المتوقف لأكثر من 38 دقيقة فهي مدة من الممكن استعادة القلب بعدها.إذن لنتفق الآن أن توقف القلب ليس موتاً.فما الموت إذاً ؟!
ما علينا معرفته حقيقةً أن جزءًا من المخ يدعى "جذع المخ" توقفه عن العمل هو الذي نعتبره الموت الحتمي، ولا حل عندئذٍ ولا مفر من الموت. فالمخ هو الشيء الوحيد الذي يجعل منا بشرا؛ً كونه المسؤول الوحيد عن الوعي الكامل، ومن هذه النقطة يمكننا تعريف الموت يأنه فقدان الوعي الدائم أو تعطيل جذع المخ.
فكونك نائماً يعني أنك في موت مؤقت لم يتوقف قلبك، ولكن الخلايا العصبية في المخ توقفت لفترة مؤقتة، ففقدت الوعي خلالها حتى استيقظت. تماماً كما أشار القرآن الكريم لذلك الأمر في الآية رقم (60) من سورة الأنعام ( وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَىٰ أَجَلٌ مُّسَمًّى ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) والآية رقم (42) من سورة الزمر ( اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )لننظر قليلاً إلى هذه الآيات، فنجد تعريفًا للموت القطعي منذ 1400 سنة مضت ونحن نكتشفه الآن ..!ومن هنا ندرك أنه الكثير من الناس أطلق عليهم أموات ولم يكونوا كذلك، ويجب على الأطباء أن يتخذوا أي إجراء للحفاظ على حياة أحدهم ما لم يتوقف جذع المخ عن العمل.
وفي الختام علينا قبل النوم أن ندعو ربنا أن يعيد لنا عمل خلايانا العصبية (الوعي) لنتمكن من المضي قدماً والاستيقاظ مرة أُخرى.دمتم بخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
0 تعليقات