كانت مُنهارة القِوى، ضعيفة تبكي كثيراً في جوفِ الليل، تُنادي أوجاعها أن تبتعدَ عنها،
تُراقص آلامها واحداً تِلّوَ الآخر …!
مُحتارةٌ بائسة لا سبيل لها من الخلاصِ، وِحشةِ المَكان تأكلُ قلبها، تُخيم على قلبها الضعيفِ لتأسره بِظلامها، وسكونٌ مخيمٌ داخل غُرفتها ما عدا النّار التي تتأجج بصدرها بِكلِّ شهقةٍ تَكادُ تنسلُ الروح من جَسدها النَحيلِ الباردِ …
فَأغمضْت عينيها لتتوارى لها سِعةُ السماءِ فشعرتْ أن دُموعها تحولتْ لنهرٍ جارفٍ حَارقٍ؛ فَصَرخت شَهقاتُ صَدرها بِصوتٍ عالٍ: " يا اللهُ يا اللهُ "…!
فَشُقَ لَها بصيصُ نُورٍ من وراءِ ظلامها كَـ سهمِ فَارسٍ اخترقَ جِدار صدرها..! وإذ بنجمةٍ في سماءِ ظلامها تُحاكي آلامِها، كلمّا علا صُراخها، فأضاءت لها نجوم السماء؛ حَتى كَونت لها عِقداً مَنثوراً على جِدار قلبها مُرصعٌ بالنجومِ الفضيّة لِيشعلَ لها أضواءَ الأمل ويَمُدّها بِحبالِ القوة بعدما تفككت وانزلقت من بينِ يديها.
حَاولت النّهوض بالقوةِ المُستمدة من النّور الذي مَلأ قلبها، نَهضت وتركتْ تلكِ الفتاةِ مُلقاة على الأرضِ، ونزعتْ عنها غشاوةَ الظلامِ مُحاولة إمساكَ ذلك النور الخافت بين عينيها، فَتولاها الله وأنزل على قلبها سكينةً وربط الأمان على قلبها فَهدأ صدرها وسكنتْ روحها، وباتت تُرددُ: "اللهُ اللهُ الله"ُ.
بقلم: زهراء الخليل
أزرق | العدد الثالث
0 تعليقات