بسم الله الرحمن الرحيم
(لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم, ثم رددناه أسفل سافلين)
أعز الله الإنسان وفضله عن باقي الكائنات الحية بكل شيء لكن الإنسان طغى…
نحن في زمن إذا قيل للحجر كن إنساناً
لقال: عذراً لست قاسيا بما يكفي..
ليس على هذه الأرض أشد وحشية من الإنسان..
عبارات لم تحكى عن عبث وإنما عن دلائل وبراهين موجودة سطرها الإنسان بكل قسوة وظلم ووحشية لا تفسير لها سوى الطمع وفقدان الإنسان للإنسانية…
لا يسعني أن أكتب كل الدلائل لأننا نحتاج لبحر من الحبر وملايين الأوراق ومئات السنين لأننا مع الأسف كل يوم نزداد وحشية وطمعاً وقسوة..
سأكتفي ببعض الدلائل التي تدين (الإنسان) من بعد الحرب العالمية الثانية..
في تسعينيات القرن الماضي تحديداً في (البوسنة) والتي بفضل الإنسان سميت فيما بعد (البوسنة والهرسك)..
الإبادة في البوسنة والهرسك بدأت هذه الحرب في 17 أبريل 1992، وانتهت 1995 بعد توقيع اتفاقية دايتون، وبعد إبادة أكثر من 300000 مسلم باعتراف الأمم المتحدة ، التطهير العرقي الواسع النطاق الذي رافق الحرب في البوسنة والهرسك (1992 – 1995)، اضطرت أعداد كبيرة من مسلمي البوسنة (البوشناق) والكروات البوسنيين إلى الفرار من منازلهم وتم طردهم على يد صرب البوسنة، فيما بعد اتفق كروات البوسنة مع الصرب بغية استقلالهم عن البوسنة والاعتراف بما يسمى (الهرسك) فبدأ الاقتتال بين كروات البوسنة و مسلمي البوسنة تحت أنظار قوات الأمم المتحدة المتخاذلة، ضمن هذه الحرب توجد جرائم وقصص تقشعر لها الأبدان..
هناك في سراييفو عاصمة البوسنة تواجدت قوات الأمم المتحدة ومن بينهم ضابط كبير يدعى جوناثان رايلي التقى بطفلة فقدت أمها بعد حادثة اغتصاب من قبل الصرب فوضعت بملجأ مع غيرها من الاطفال الفتاة كانت صغيرة وجميلة فقرر رايلي هو وحفنة من تجار الأطفال تهريب الأطفال بحجة ضمان مستقبل زاهر لهم وهذه الطفلة بالذات سوف يقبض ثمنها المدعو رايلي ٥ مليون دولار لشدة جمالها ليتم استغلالها بتصوير الأفلام الإباحية…
أيضاً كانت هناك وحدة العقارب عصابة صربية سميت بالعقارب لأن عملياتها كانت على حين غرة وضحاياها من المدنيين العزل وكانوا قد أحرقوا قرى بكاملها رئيس تلك العصابة ضابط مخابرات اسرائيلي يدعى "مائير زائيفي" دخل الى البوسنة بجواز سفر مزور، في تلك الأثناء قدم إلى البوسنة مقاتلين كثر من شتى بلدان العالم منهم من قاتل في صفوف الصرب ومنهم من قاتل إلى جانب مسلمي البوسنة فيما بينهم العرب وخاصة مما يسمى (حزب الله اللبناني)..
تشابه كبير بين ما حصل في البوسنة وما يحصل منذ ٧ سنوات في الوطن العربي أرواح تزهق تحت عدة رايات ومسميات هتك الأعراض من كافة الأديان مدن كاملة هدمت وهاجر شبابها بحثاً عن لقمة العيش أو عن حياة أفضل وأجيال تدمر مستقبلها أيضاً تحت مراقبة الأمم المتحدة ومنظمة حقوق الإنسان..
لا يسعني القول إلا أن ما تسمى الأمم ماهي إلا جزء لا يتجزأ من الجرائم التي حدثت ضد الإنسان والمحزن أنها من صنع الإنسان نفسه..
بقلم: يحيى مصري
أزرق – العدد الرابع
0 تعليقات