عبارات كثيرة كُتبت علينا نحن بنات حواء
لم تكن مجرد عبارات عابرة، بل صدقوها وأخذوا بها، هذا ما كان يؤلم حقاً أن تكون إنسان كرمك الله بالعقل ومع هذا فأنك تردد عبارات بعثت لنا (من أيام الجاهلية).
الفتاة هي العار.. هذا ما أطلقوه علينا وهذا ما يُربى عليه شباب الجيل الناشئ..
ومن ذلك العار المزعوم ولدت ظاهرة في مجتمعنا اعتبروها حلاً لكبت العار والخلاص من المصائب ألا وهي زواج القاصرات.
وهذه الظاهرة ستكون عنوان لمقالي حيث ظهر لي أنها منتشرة جداً ولا بُد من معالجتها أو التخفيف منها..
بداية علينا معرفة من هي القاصرة أو القاصر؟!
هي الطفلة دون سن الثامنة عشر أي دون سن البلوغ المحدد قانوناً فزواج فتاة دون ذاك السن يحاسب عليه قانون أغلب بلدان العالم وهذا ما يحدث في مجتمعنا دون رقابة لتذهب تلك الطفلة ضحية العادات والتقاليد البالية..
هناك عدة أسباب مزعومة لزواج القاصرات ومنها الفقر كونها تُعتبر عالة على المجتمع وأن لم يكن الفقر فالعادات والتقاليد أو الجهل بحقوق تلك الطفلة الحقوق المتمثلة بالتعليم وأخذ قدر كافٍ من الوعي والإدراك للتهيؤ لخطوة مصيرية كالزواج..
والمشكلة لم تقتصر على القاصرات فقط بل شملت القاصرين أيضاً فمن المضحك المبكي الذي لاحظته في مجتمعنا خصوصاً هو زواج الشبان دون سن الثامنة عشر ليصبح الجُرم جُرمين يقومون بتزويج أطفال لينجبوا أطفال ليربيهم أطفال فيفسد المجتمع.
والحجة المتبعة حالياً على بحسب أقوالهم (زوجوه بيركز وبتشوفو ولادو ع بكير.. أو زوجوها بتخلصوا من همها والبنت ما الها غير بيت زوجها..)
وللأسف ليس هناك من ينظر لحالة هذا الزواج وما يترتب عليه من حالة نفسية مزرية للفتاة كونها انتقلت من الطفولة لمسؤولية ليست بقادرة على حملها غالباً وينتهي ذاك الزواج إما بالطلاق أو بمأساة طفلة جبرتها الحياة على تعلم كل شيء لوحدها.
وفي النهاية علينا جميعاً التفكير في مستقبل أطفالنا وتقدير أن لكل فئة عمرية حقها واستباق الأحداث ليس إلا دمار لجميع الأطراف وعلينا اتباع توصيات الرسول صلى الله عليه وسلم فكما قال (مَنْ وُلِدَتْ له ابنةٌ فلم يئِدْها ولم يُهنْها، ولم يُؤثرْ ولَده عليها ـ يعني الذكَرَ ـ أدخلَه اللهُ بها الجنة).
وقال ايضاً (مَن كان له ثلاثُ بناتٍ أو ثلاثُ أخَوات، أو ابنتان أو أُختان، فأحسَن صُحبتَهنَّ واتَّقى اللهَ فيهنَّ َفلهُ الجنَّةَ)
فرفقاً بالقوارير فلا يعلم أحدكم أي زلة تدخلكم النار..
بقلم: هبة تعتاع
0 تعليقات