كتاب رف الحمام
الكتابة هي تحليق في فضاء الفكر
ومحاولة البحث في أجرام هذه السماء
عن الحلم والحب والسلام.
رف الحمام هو مجموعة من القصص التي حلق بأجنحتها أبطال أزرق في سماء الأدب.
علنا نطير بعيداً عن أقفاصنا..
حول فنِّ القصَّة والقّصَة القصيرة:
إنَّ سعيَ فريق أزرق لإنتاج مجموعة قصَصيَّة ما هو إلا انعكاس حتميٌّ لإيمانهم بأهميَّة الأسلوب القصصيِّ.
فالقِصَّة في اللغة، كما وردت في المعجم الوسيط (الجملة من الكلام، وهي الحديث، والأمر، والشأن، وجمعها قِصَصٌ)
وهي بحسب تعريف شلوفسكي النَّاقد الرُّوسيِّ الشَّهير: " تعتبر القصَّة سلسلة من الأحداث الَّتي ينظمها النَّاس باعتبارها تسجيلاً أو محاكاةً للحياة، أو ابتعاداً وتحويلاً لها، وقد تستخدم الكلمات المكتوبة أو المشافهة أو وسائل أخرى كالتمثيل والرَّسم".
إذاً، القصص والحكايات كانا مما عرفته الحضارات بأشكاله المختلفة منذ القدم، إذ تميل النَّفس إليها لما تنضح به من المشاركات الوجدانيَّة والانفعال،
وهي طريقة توجيهيَّة فعّالة استعملها العرب والعجم في التَّسلية ورواية أخبارهم وأيَّامهم وتكريس الأخلاق والعِبر والعقائد.
وفي هذا الغرض انتهجها القرآن سبيلَ دعوةٍ للهداية والرَّشاد، فيقول الله عزَّ وجلَّ في كتابه الكريم: ( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ) {سورة يوسف: 3}،
كما يأمر الله - عزَّ وجلَّ - رسولَه باستخدام القصص: ( فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) {سورة الأعراف: 176}.
بعد ذلك عاودت الأقصوصات الظهور من جديد، هذه المرَّة في شعر العرب كما عند شاعر صدر الإسلام عمر بن أبي ربيعة،
ثم ما لبثت القَّصة العربيُّة أن تشهد تطوُّراً جديداً على يد أدباء العصر العباسيِّ، لتظهر في مقامات أدبيِّة كما في مقامات بديع الزَّمان الهمذانيِّ.
ومع تسارع تطوُّر القصَّة بداية القرن التَّاسع عشر في أوربَّا صُنِّفت أخيراً كفنٍّ مستقلٍّ بذاته، له خصائصه وأشكاله المتميِّزة؛ وازداد اهتمام النُّقَّاد بها مع مطلع القرن العشرين، فتحرَّوا حدود القصَّة وعناصرها وأساليبها، لتتأثَّر القصَّة العربيَّة بهذه التّطوُّرات أوَّلاً بأوَّل.
ويمكن تعريف القصَّة في شكلها الحديث اختصاراً: هي التعبير عن الحياة، بكلِّ تفصيلاتها وجزئيَّاتها، ممثَّلة في الحوادث الخارجيَّة والمشاعر الدَّاخليَّة، مع فارقٍ واحد وهو أنَّ القصَّة اختيارٌ لحادثةٍ أو عدَّة حوادث، تبدأ وتنتهي في زمنٍ مجدود، وتصوِّر غاية معينة،
وتساق جزئيَّاتها سياقاً معيَّناً يؤدِّي إلى تصوير هذه الغاية .
وقد تكون هذه الحوادث طويلةً تشتمل على حياة فرد أو مجموعة بأكملها، وتُسمّى رواية
أو تكون متوسِّطة تُسجّل مرحلةً من مراحل الحياة، وتُسمّى القصَّة،
كما يمكن أن تكون قصيرة تستعرض جزءاً من مرحلةٍ ما في بضع صفحاتٍ لا تتجاوز العشرين وتُسمّى القصَّة القصيرة .
وهي الأسلوب الّذي تبنَّاه الكتَّاب في هذه المجموعة القصصيَّة المتواضعة.
في القصّة القصيرة - هذا الأسلوب الأدبيُّ المحبَّب، والَّذي يعتبر مثاليَّاً لصقل مواهب الكتَّاب الهواة – يتمُّ عرض جزءٍ أو مرحلةٍ ما من مراحل الحياة، وعادة ما تدور أحداث القصَّة حول هذا الجزء، ليكون محورها الرئيسي الَّذي يلتزمُ الكاتب إبقاء الأقصوصة ضمنه.
ويُشترَط لنجاح القصَّة أن يستخدم الكاتب في صياغتها جميع قدراته الفنِّيَّة والتَّعبيريَّة بين تصريحٍ وإيحاء؛ مستخدماً تعابير تلهب كوامن النّفس وتطلُّعاتها وعواطفها، بما يجعله يسرق لبَّ القارئ ليلقي إليه بما يرمي من أفكارٍ وآراءٍ وقضايا خلال صفحاته القليلة .
وقد كان طولها المتوسط وخفَّفتها ممَّا أغرى أزرق لاستخدامها في عرض مواهب كتَّابها وتذكيتها.
للتحميل: اضغط على الرابط هنا
0 تعليقات