ماذا لو أحببت كاتبة




   كلنا نعلم أن الكتابة لها تأثير خاص على نفوسنا ومسار حياتنا والطريقة الكامنة في تفكيرنا، فللكتابة طراز خاص نرتديه يوميًا لكي نشعر بالدفء الذي يحتضنُ لحظاتنا.
فعندما تجتاحنا عاصفة مُغبرة بالحزن العتيق؛ نهرول إلى القلم ونحتضنه لتسقطَ كل مشاعرنا على الورق، فما بين سطر وسطرآخر أسرار خُطت بقلب شغوف وبأنامل خلقت لتُبدع بقصص لا تنتهي لحالات عديدة ومتنوعة؛ كقصة قلبين محبين لم يجتمعا سوى في الخيالِ، وعشق باهت مختبئ خَلفَ ستار الأوراق المغطاة بالحنين، وحكايا للقاء عابر، وسفر طويل، وغربة معقدة، وأحباء خطفهم الموت من بين أيدينا، والكثير من السطور التي لا تجف ...!
فماذا لو كنت تعيش كل المشاعر العميقة مع طرف آخر في جهة ما من هذا العالم العملاق ..!مثلاً أن يقعَ قلبكَ بسقوط غريب !في قاع قلب كاتبة ؟ماذا لو أحببتَ كاتبة ؟
 ‏أن تُحب كاتبة يا عزيزي هذا يعني أنكَ ستعيشُ في حالة نادرة من حالات الحب السرمدي، في البداية سينعقد قلبكَ بخيوط قلبها من خلال كل حرف تكتبه لفؤادك المُغرم؛ يعني أن كل حديث شيق سيخَط من أطرف أناملها رسائل تفوح منها رائحة عطر زهر الحنين؛ يعني أن قلمها سيثورُ غضبًا منك تارة، وعتابًا مرارًا بعبارات عَميقة لا تقوى على فهمها بشكل أدبي بحت، يعني أنها ستنقش حروفها من خلال ملامحك في عناية، وسيمتلئ دفتر مذكراتها بعشقك، وستُحيك حكاية الحب كأسطورة عبر مسيرة ورقية لا تُمزق.
 ‏ستراها تتنزه باستمتاع عبر بيت قصيدة ولوحة شعرية ،وبين أوراق رواية ..!تحفظها عن ظهر قلب فهي تُسمى دائما بأنثى الكتب الراقية، وحوارها مثير؛ لأنها تجمع حطامها في تركيب الحروف المتناغمة لتمنحك حواراً رائعاً ينتهي بقبلة رضا الطرفين وإن شعرتَ بالحزن بسبب هفوة عابرة منها، وتسارع بإرضائك بكتابة نص مفعم بالغزلِ؛ لتأخذك مرة أخرى إلى عالمها المضيء، وتنير عتمتك بضوء قلبها ..!
 ‏  هي تسعدها قصة عابرة في رواية قرأتها فعاشت في تفاصيلها بدقة وانتهت بلقاء الحبيبين،

 ‏كاتبة رقيقة تبكيها قصة أخرى قرأتها في إحدى المجلات المعروضة ليتيم تُرك في مأتم لتنهشه الوحدة، فصاغت منها عبارات تتحدث عن حقوق الأيتام وكيفية رعايتهم، هي تقرأ بيتاً شعرياً فتظل ترددهُ بحب طوال يومها في مطبخها، وغرفتها، وقبل نومها، وعند استيقاظها؛ لأنها وقعت في حب أسلوب الكاتب، ورأت فيه ذوقاً عجيباً، فصادَ فِطرتها، وتمكنَ من سرقة فؤادها ...!
في كل لمسة من سحاب أقلامها البراقة، تمطر كلماتها على الورق، فتزهر حباً وسعادة، وغالباً يا صديقي، ستُحسد من قبل الرجال الآخرين؛ لأنك ستنال من الرومانسية ما لم ينله أحد قط؛ ستطهي لك كتاباتها على نار أشواقها، وتقلبها على أغنية من رغبات تأليفها الشيق، فإذا أرادت أن تترنم ترنمت ببيت شعر تهديه لك بصوتها، وإذا أرادت أن تصفك، تختار أبهى العبارات المنمقة لتخطها على بطاقة حب غير عادية. 
في كل مرة تتحدث معها، ستمنحكَ أجنحة عظيمة لتحلق في فضاء عشقها بكامل حريتك المطلقة. 

وعند مواجهتك لصعوبات ما في طريق حياتك؛ ستجدُ أنك بحاجة أن تتنفس صوتها، بقراءتها لك لنص من نصوصها؛ لتشعر بالهدوء يتغلغل في أعماق صدرك، وتعود طبيعيا كما كنت، ستثقُ بها عين الثقة؛ لأنك أنت فقط من تخرج من صلب أبجديتها، لتبصر بعينيها جمال ثقافتك وطريقة تفكيرك لا مظهرك الخارجي.
معها ستدرك قيمة الحرف، سيرتبك قلبك وستضع نقطة على سطر أخير تكتب قبلها: "كل السبل أنت حتى وإن تاهت علامات استفهامي وتشتت الفواصل ما بين سطوري، وتعجبَ ليلي من سهري، على أوراقي سأسطر حروفي نغمات موسيقية تدندنها ما حييت.."
لذلك تزوجها كاتبة لتنعم بحب رومانسي، وعطاء حاتمي، ومشاعر دفاقة، وكلمات حانية.

بقلم: فاطمة عمر

مجلة أزرق _ العدد السادس

إرسال تعليق

2 تعليقات

  1. بالتأكيد سيغرم بها أنت كانت كوصفك يا عزيزتي

    ردحذف
  2. يسعد قلبك زهورتي

    ردحذف