مرحبًا،
انتظر قليلًا، لا تخف، لن أؤذيك.
لقد كنت أراقبك، هل كنت تدري بذلك؟.
أنا إبليس، كبير الشياطين.
يهمني أمرك كثيرًا، سأخبرك بشيء أريدك أن تعلم به، ابتداءً من كوننا هنا.
هل تعلم أننا يجب أن نكون في الجنة الآن؟.
أجل لا تستغرب،
ولكنَّ أباك آدم هو من تسبب بشقائنا على هذه الأرض؛ فبدلاً من أن نجوب الجنان طولًا وعرضًا حيث نشاء، ها نحن هنا في هذه الحياة القصيرة.
تسعى بها، وتشقى كي تستطيع العيش، ثمَّ ماذا؟.
ستموت وكأنك لم تكن.!
مازلت أذكر ذاك اليوم تمامًا؛ عندما خُلق آدم، وبدا يتصرف كأنَّه أفضل منَّا نحن الجن،
وأراد لنا أن نخضع له ونسجد بين يديه.
فما تقبلتُ هذا أبدًا، وعزَّ على نفسي كثيراً فنحنُ أفضل منكم بني البشر
"خلقنا الله من مارج من نار، وخلقكم من طين مسنون".
بهذه الكلمات أجبته، فغضب الله عليّ وطردني من رحمته.!
فتوعدتُ له ولنسله من بعده، لأغوينَّهم ولأقعدنَّ لهم كلَّ مرصد، ولأجعلنَّهم يتجرَّعون الذُّلَّ الَّذي لقيته.
فلم أبرح حتَّى استغلَّيتُ أولى الفرص لأنتقم من آدم.
فلقد منعه الله من أن يقرب شجرةً في الجنة هو وزوجته، فأخبرته: "لمْ يمنعك إلا لسبب عظيم، لابدَّ أنَّها ستوصلك للخلود والمقام المحمود.
فاستجاب لي، ولهواه وعصا ربّه كما فعلتُ من قبله، فطُردنا من الجنة وأنزلنا الله إلى الأرض، ليكون لي ما أردت.
وبدأت مسيرة الصراع بيني وبين نسله حتَّى قيام السَّاعة.
كنتُ سعيداً بأوَّل انتصار، كان إثباتًا لعظيم قدراتنا، ومدى ذكائنا، وقدرتنا على التغلغل في عقولكم.
لنا الأفضلية في كلِّ شيء، حتى أنَّنا مازلنا نضرب في الأرض والسَّماء طولًا وعرضًا، ونتنقَّل حيث نريد بطرفة عينٍ، في حين أنَّكم تحتاجون لأيَّام وشهور لقطع المسافات بينكم.
لقد كنت أشاهد آدم وزوجته بفرحٍ يتعذَّبان نادمَين على ما اقترفاه من ذنب، وكلَّما اقتربتُ من آدم كان يرميني بالحجارة.!
فلقد وجهتُ له صفعةً لن ينساها أبدًا، وعندما رأيته منشغلًا بالبحث عن زوجته معرضًا عنِّي، استغلَّيت فرصة أخرى وبدأتُ بالإعداد والتَّخطيط لأسيطر على هذه المعمورة، وأحكم الجن والإنس.
وإن أردت أن تعرف النَّتيجة فانظر عن يمينك وشمالك، أمامك وخلفك. سترى النَّتيجة واضحةً وضوح الشمس، لقد نجحت بالفعل.!
وها أنا أملك القوَّة الآن وأعطيها لمن أُريدُ مِن أتباعي.
وليَ في الأرض خلفاء يحكمون بما أريدُ وبما تهوى أنفسهم، وبيدهم الأمر، ولهم ما يشاؤون، وأنا لهم نصيرٌ ومعين.
لكم الاختيارُ بينَ الشَّقاوة وكرمي مع قوَّتي يا بني آدم.
وليَ أن أقعد لكم من بين يديكم ومن خلفكم وعن أيمانكم وشمائلكم ومن فوقكم ومن تحتكم، حتى لا أدع منكم أحدًا إلَّا وفتنته وزيّنتُ له وجعلته منِّي وإليَّ.
وانتظروا إلى يوم يبعثون، فإنِّي معكم من المنظرين.
بقلم: عمرو بكور
0 تعليقات