بين الحب والحرب




 الحب فطرة إلهية وهبها الله للإنسان منذ أن خلقة فجعل الحب قبل الحرب 
جميعنا الأن يتساءل أي من هذه الكلمتين أسبق إلى داخل النفس البشرية؟ 
الحب هي لغة قد تكون (القاعدة) ولغة (خاصة) لا يعرفها إلا الراسخون في علم المحبة، حتى في زمن الحرب هناك أشخاص لا يعرفون إلا لغة الحب لكي يتحدثوا بها، فالحرب أحيانًا ضرورية؛ لكي تسود لغة الحب 
عندما نتوقف عن كتابة الحب، وعندما يتوقف الشاعر عن قصيدة الحب، وعندما يتوقف العشاق عن العشق فإن ذلك بسبب الحرب لا غيرها .
يقولون ما بين الحب والحرب رسالة مختلفة كتلك العلاقات التي تشبه الماء والنار؟
أي تناقض ذلك الذي بديت فيه وأي علاقة أريد اكتشافها؟ 
الحرب تبدأ تلميحًا ومن ثم نسمعها تصريحًا.. كذلك الحب أيضًا ولكن النهاية مختلفة حتمًا.. 
الكثير منا قد يعيش الحب دون أن يبحث عنه ويحدث أن يدخل قلبه قبل أن يفكر بشيء؛ وهكذا الحرب قد تدخلها قبل أن تستعد لها، وإن وقعت في إحداهما يصعب عليك الهروب، فكلاهما واقع ويجب أن تعيشه شئت أم أبيت 
فعلاقة الحب والحرب علاقة أزلية جذورها ممتدة من قبل الكلام ومن مبتدأ الحرف 
في مدن الحرب فالحياة غير الحياة، وإن بدت متشابهة فالأفكار والمشاعر مختلفة بالكلية عن مشاعرنا وأهدافنا 
فكل شيء هنا يختلف كما تعيش المدن البائسة التي نسكنها ولا تسكننا عن مدن الحرب والحب أتحدث على أصوات القذائف التي تهلك حرمتها، عن حلب الشهباء وعن إدلب الخضراء ومدن سوريا
عن مدن الحب الذي أصبحت للحرب فيها نشاطًا يوميًا وواقعًا أليمًا 
وغيرها من قصص الحب التي تحاول النجاة وسط مدن غارقة بالدماء 
تعتبر محظوظًا إن خرجت منها على قيد الحياة؛ فما بالك من شخص أراد أن يخرج من هذه الحرب وهو على قيد الحب والحياة؟ إنها ثنائية أزلية 
فالفارق بين الحب والحرب يختصر بحرف واحد ولكن التفاصيل كثيرة..
في تلك التفاصيل شيء ندركه ولا ندركه، يخوض متاهات الروح يعابثها ويستثيرها أن تطلق عبر المدى نورانية الإحساس 
فالحب له فضائله والحرب تحمل بعض الفضائل أحيانًا عندما ينتصر الخير على الشر، والحق على الباطل 
المفهوم بينهما العقل والقلب لا بد من تفعيلهما.
حتى تستحق لقب الإنسان، ففي الحب تحاول أن تتمسك أمام طوفانه ولكننا نفشل في الصمود كثيرًا ثم ما نميل أو ننهار ونعلن الاستسلام وفي الحرب أيضًا نعيش تلك الصورة بعد أن يحاول أحدهم أن يصمد ولكنه يفشل فيحاول صنع الحرب أن يستخدموا كل أنواع الأسلحة لكسب المعركة وفي الحب تستخدم ولكن في طريقة مختلفة فهي تستخدم لكسب القلوب 
الحب والحرب مفهومان لا يقبلان الخطأ، يتحرك الساكن ويلغى المستحيل وتثار عاطفتنا 
الحب والحرب ليشتعل الكون ولكنني أعتقد أنها ستكون حالة مؤلمة وقاسية أن يعيش الإنسان بلا حب ولا حرب وأن يفقد النطق باللغتين معًا 
فلا لغة بالحرب مروية.. 
ولا لغة بالحب مكوية 

بقلم: هدى الصوص

إرسال تعليق

0 تعليقات