ناي الحروف



من: رشا علي
إلى: ماهر دعبول
التاريخ: 5، نوفمبر ،2018

تحيةً عطرّة معتقة بشذى الخريف القابع في صدري منذ دهر، المنتظر شتاءً رحيماً كشتاءِ رسالتك.
يا رفيق القلم.. وعميق الحرف.. وصديق الأحلام:
وصلتني بالأمس كلماتك المحمّلة بعبق الجمال، زارت قلبي فمكثت واستقرت فيه آمنة،
وها أنذا لا زلت أقفُ أمامها منذ الأمس ساكنةً بعد أن خانتني الحروف وطعنتني المفردات برحيلٍ موجع.
أيُّ ردٍ يليق بعذب حروفك...؟!
وأنا المثقلةُ بأنين الألم والصمت!!
أيُّ كلامٍ بعد كلامك العذب هذا سيقال؟
وهذه القلوب ملئا براكيناً كالجبال!
أيقظتني حروفك المشتعلة من سُباتي الطويل، أخذتني إلى حربٍ أعلن اليوم _وبكامل إرادتي_ شنّها معك، في معركةٍ فرسانها نحن وسيوفها الأدب وقائدها الحرف.
هي معركة الموت والحياة، معركة الرّصاص الخائف والياسمين والحجر، معركةٌ لا ندري مَنْ سنكون فيها
القاتل أم المقتول؟!

من عنفواني الفلسطيني الأبيّ إلى ياسمينك الدمشقي الرّقيق
من جينات الصبر والمقاومة الّتي نمت في عروقي إلى كتلة الإباء الشامخة في قاسيونك
أعلن خوضي هذه الحرب معك على كل من ستطاله لسعة حروفنا
نعم..

لقد آن الأوان كي نطلق العنان عن صمتنا المطبق ونبحر معاً في بحار الفكر والسحر فلعلّنا نصطاد يوماً ما من أصداف هذا الكون أملاً قابعاً تحت ألم، وكلاماً مستوطناً في حنجرة صمت.
تعال.. يا رفيق الحرف ندخل قصر الأدب هذا ونلون سماءه بطيور أحرفنا الحرّة ونجمات أفكارنا المنثورة.

رشا علي
5، نوفمبر ،2018
ناي الحروف

لقراءة رسالة ماهر دعبول لرشا علي اضغط هنا

إرسال تعليق

1 تعليقات