رَوح... أنا محمد ومؤمن!
من الجميل أن يحظى الانسان على إسمين، فبعضهم يعرفني بمحمد والبعض يعرفني بمؤمن، وقد يخمّن البعض أن لكل اسم شخص متفرد فيه. انا ذلك الشخص الذي صنع منك شخصية وهمية أقصدك بكلماتي المستنبطة من وحي الواقع، ليتثنى لي أن أخفي كثيراً من مشاعري في شخصيتك الخيالية. قضيت خمسة عشر عاماً في مدينة مفعمة بالحياة حد التخم، سكنت بها سنيناً ضئيلة، وسكنت هي فيني طول العمر، كغصة جافة في القلب لا تفارقه أبداً. يقال أن اسمها قد أخذ تيمناً بقصة أحد الملوك، وهو النعمان، حين أصابته مصيبة فقد ولده فيها، فاطلقوا عليها اسم (معرة النعمان). غادرتُ المدينة في العام الثالث عشر بعد الألفين، إلى مدينة تختلف بها أساليب العيش، وثقافة الحياة، واللغة. غادرتها كمهاجر من بلدٍ أسترسل به الألم، وأشتدت به رحى الحرب، فأحرقت أخضره قبل يابسه، وتركته جذوة ملتهبة تزيدها الصواريخ اتقاداً. احتذت حياتي مساراً أخر في هذه المدينة الجديدة، فبعدما تركت الدراسة مرغماً وبدأت العمل الشاق، وتحولت من فتى مدللٍ، الى شاب حمل مسؤوليات ثقيلة. إلا أنني كنت سعيداً لكوني قد وعيت على حقيقة الحياة، وعرفت الغائية من وجود الانسان، وعرفت أهمية العلم التي لم يقتصر على المدارس والجامعات. وحينها انطلقت في رحلة علمية ممتلئة بالمغامرة والتجدد، في مجالسة الكتب والغرق في كلماتها بكل سعادة وغبطة، ازدادتا حين منحني ذلك الطريق فرصة للتعرف عليكِ ،ووضع أدق التفاصيل لشخصيتكِ، وكان لي نصيب في كتابة هذه الرسالة التعريفية عن أعطاف شخصيتي، وشخصية ذلك الذي يكتبك في كل محافله
محمد مؤمن
0 تعليقات