نحتاج أحياناً لرحلات قصيرة دون أن نفارق مكاننا الذي نعيش فيه،
بلا أمتعة ندسها في حقائب نحملها، بحيث لا نبحث فيها عن تذكرة سفر،
ولا قفزة عالية ،
أو أجنحة ملائكية،
أو تحليق إلى سماء يتوسطها هلال، ونجوم وسحب..!
حيث نبني قصوراً، وتسكنها أرواحنا الحائرة باحثةً عن رائحة السعادة وبصيص الأمل.
فنحلق فوق مجاميع الأشجار الباسقة التي داعبتها الشمس، وكستها بألوان زاهية،
وربما تلاطِفُنا زخات المطر، للحظات قصير بحلاوة كبيرة، كحلاوة السكر عندما يذوب على الشفاه الرطبة، ثم نتدحرج مع سيول أحلامنا؛ فيلطمنا الواقع فجأة لنفيق من إغماءاتنا المتكررة، ونضطر إلى الهبوط مرة أخرى لنعود إلى الوطن؛ لتستكين أرواحنا المضطربة في صدورنا، وتبريد حرارة الرجاء، ووهج التمني يبرد اليقين، ولطف ماء الوضوء،
ثم سجدة تحتوينا لنقف من جديد ....
بقلم : ايناس سعدون
أزرق - العدد الثاني
0 تعليقات