منذ القدم شرع الإنسان في رسم كلمات ليعبر بها عن ذاته ..
فالمبدع هو من يخلق ما لا مثيل له من فنٍ أو فكرٍ أو عملٍ ..!
فنجد المثقف المتميز عن كل ما سواه، ونجد ما عكس ذلك.
لكن لابد للمبدع أن يصب كل حبه في الشيء المبدع به، ويطبع بصمته عليه.
ومن الإبداعات التي جَمُلَ بها الإنسان في هذا العالم فن الكتابة، فالكتابة لا تصبح إبداعًا إلا إذا انطبعت بروح الكاتب، فتلمس قلب القارئ، وتنير عقله؛ فتمسي القطعة الأدبية هي المبدع لأنها تعبر عن أفكار وهواجس وأحلام.
كما تصبح هويته الأساسية .. !
نكتب لنكتشف أنفسنا، كما أننا نكتب لنكتشف العالم..
فالكتابة ليست أدبًا، وليست علمًا، ليست مهنة وليست هواية .. !
إنهما هي حاسة أخرى تجمع فيها كل الحواس ..
فبها نسمع ونرى، نتذوق ونشم .. !
ونتلمس الأشياء والمشاعر أيضًا.. !
بالحواس الخمس نتعرف على الأشياء، أما بحاسة الكتابة نعرف أنفسنا وعوالمنا التي تعيش بداخلنا، والحياة النابضة في كياننا.
ونسطر بها فيض أحاسيس، ونبضات قلب، ونزف مشاعر .. !
فمن آلاف الكلمات والجمل، تنسج كل يوم وتتشابك مع بعضها؛ لتخلق عالمًا مليئًا بالجمال.
لكننا دائمًا ما نتسائل لماذا نكتب ؟؟
هل هو شغف !؟؟
أم نكتب؛ لأن الكتابة هي الشكل الأمثل للتعبير عن أفكارنا..؟
فيضيف بعض من الكُتَّاب بأن الكتابة: "هي التي منحتهم حب القراءة وجعلتهم يشعرون بالتقدير".
ومنهم من كتب:
"ظننت أنني خلقت لأكتب فقط ..!كنت أتوق إلى كل حرف في كل وقت؛ لأن الكتابة بالنسبة لي كالحاجات الملحة لم تكن هواية أمارسها في وقت فراغي، بل كانت كالرغبات التي لا يمكن مقاومتها".
فالكتابة وسيلة مهمة للتعبير عن المشاعر الدفينة للآخرين في محاولة لتقريب المسافات بينهم .
فهي تنمي من قدرات الإنسان العقلية، وقد تسهم في بعض الأحيان بتنمية العلاقات الإجتماعية. هذا عدا عن كونها وسيلة من وسائل النجاح في الحياة، وقضاء الاحتياجات المختلفة.
فأنا أكتب لأهزم الحزن، ولأتسلى؛ لأن الحكايات تساعدنا على تقبل العالم.
فكل شخص خلق ليطمح، وطموحي هو القراءة والكتابة فكلاهما عالمي الذي لا ينتهي.
بقلم: هدى الصوص
أزرق ا- العدد الثاني
1 تعليقات
راائعه كتاباتك
ردحذف