لمَ نحن هنا؟



في كوكب الأرض الذي نعيش فيه تتداول موضوعات عدة حول الإنسان والصحة والسياسة والاقتصاد والفلك والسياحة.. وإلخ.
حياة نعيش فيها بكل تفاصيلها نأكل ونشرب ونسافر ونمارس نشاطات عدة ونعمل ونحب ونتزوج ونتكاثر ونفرح ونحزن وفي النهاية يموت الإنسان؛ لأنه فان.
ولكن هل سأل الإنسان مرة واحدة في حياته لماذا نحن نعيش في هذه الحياة..؟!
هل فكرت مرة فقط لماذا خلق الله عز وجل الإنسان و المجرات والكواكب..إلخ.؟

لقد أُجيبَ على هذه الأسئلة كلها من الفلسفة والدين، ودرسها العديد من العلماء والفلاسفة والباحثين،  ورجال الدين وكان هذا السؤال محور تفكيرهم وتأملهم، وكان الدور الأكبر في هذا البحث هو القرآن الكريم، وفسرها العديد من العلماء، فكان كلام الله عز وجل يجيب عن كل هذه الأسئلة، بعرفة الحكمة لخلق ووجود الإنسان،  فجواب الدين والفلسفة كافيان لمعرفة الخلق والوجود.
 
ففي البداية أجابت الفلسفة عن الوجود وعرفتها لنا وتحدثت عن الماهية، وأوصلتنا لطرف الخيط والذي تحدث فيها العديد من العلماء، ومنهم: الفيلسوف الفرنسي ( جان بول سارتر) الذي قال بأن: ( الوجود تسبق الماهية أو الجوهر) وهنا يعني في هذه المقولة بأن الإنسان يأتي إلى هذا الوجود ويعتلي خشبة مسرح الحياة، وهو لديه دور مكتوب سلفا،ً ومعد سلفاً في هذه الحياة، فماهيته مصنوعة قبل أن يوجد، فيقول سارتر: ( أن الصفة التي يتميز بها الإنسان هي الذاتية وأهم صفة في الذاتية هي الإرادة. لاسيما الإرادة الحرة ) وفي النهاية يوضح لنا تناقض فكره في ماهية الإنسان ووجوده المسبق.
 
   هكذا رأينا جواب الفلسفة للوجود وخلق الإنسان ولكن كان للدين والقرآن الكريم جواب أوضح ونهائي. من العلماء الذين شرحها لنا الدكتور "منصور كيالي" والذي قال: ( إن الله خلقنا لنعيش بسعادة، ولكي يعطينا هذا العطاء؛ لأن كل المطلوب منا لا يوازي الثواب الذي سنأخذه) وأيضًا قال: ( الله لم يخلقنا فقط للعبادة؛ لأن العبادة هي رمزية وهو خلقنا لنبث الخير والعطاء والسعادة للذين من حولنا، والله ليس بحاجة للعبادة من البشر لو كان يريد فقط العبادة لترك لنا قسم من العبادة في الجنة ).

   أخيرًا رأينا رؤية الفلسفة والدين من الخلق والوجود، وعرفنا لمَ خلق الله الإنسان..! وما الحكمة من خلق الله الإنسان والوجود. فخلق الله الإنسان لكي يعيش ويحيى في هذه الحياة، ويمر بالاختبارات والظروف، ويحدد مدى صبر الأنسان وتحمله، كما خلق الإنسان ليعبده، كما ورد في قوله تعالى: ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) خلق الله الإنسان لكي يحمل الأمانة التي لم تحملها الجبال كما ورد في قوله: ( إنَّا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها فأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا)

خلق الإنسان ليجتاز كل اختبارات الحياة، وامتحانتها ليحصل في النهاية على الفوز وهو الجنة الخالدة.
والله عليم بصير وخبير بعباده، وتأكد بأن الله لم يخلق شيئًا من فراغ فخلق الإنسان للحق.


بقلم : أفين حاجو

أزرق -  العدد الثاني

إرسال تعليق

0 تعليقات