عنوان الشعوب



  
  الأخلاق هي عنوان الشعوب، وقد حثت عليها جميع الأديان، ونادى بها المصلحون، فهي أساس الحضارة،  ووسيلة للمعاملة بين الناس، وقد تغني بها الشعراء والأدباء في قصائدهم، ومنها البيت:

«إنما الأمم الأخلاق ما بقيت … فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا»
أحمد شوقي.

  فالأخلاق لها دور كبير في تغيير المجتمع الحالي إلى عادات سيئة، ومن مفهوم الأخلاق: هي المبادئ والقواعد المنظمة للسلوك الإنساني.
وقد دعا الإسلام إلى الالتزام بالأخلاق الحميدة
والتمثل بها، وحث على حفظها وصيانتها، وأهميتها في المجتمعات تعتبر قاعدة أساسية؛ حيث تبنى عليها جميع الأحكام والقوانين.
الأخلاق أساس كل شيء، فديننا دين أخلاق، وتسامح وحب، فرسولنا الكريم كان قدوة في الأخلاق، وعندما أراد الله تعالى وصف نبيَّه مُحمَّدًا -صلَّى الله عليه وسلَّم- في كتابه العزيز، قال: " وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ "
فليس هناك أي شك بأن الحضارة هي مسألة مهمة؛
لأنها تفتح آفاقًا، وسبلًا جديدة، وإن التفكير في تاريخ الحضارة تفكير مستقبلي، تبدأ في الحقيقة من الاهتمام بالحاضر، وإن لكل مجتمع أمراضه الخاصة التي يعاني منها، ويحدث أحيانًا أن يقف كل من الدين والأخلاق لحماية المجتمع والدفاع عنه في مواجهة هذه الأمراض، فهي بمثابة الكريات البيض التي تصد عادية الأمراض فتردها، ويحدث أحياناً أن تضعف هذه الكريات؛ فتدب الآفات في جسد المجتمع ويعم البلاء فيه، فلا يستطيع مقاومة الأمراض.
    فالحضارة تتم على هذا المنوال إذ تبدأ حينما يدخل التاريخ مبدأ أخلاقي معين.
فالرقي الحضاري ومقوماته في النهضة الحقيقية: هي التمسك بالأخلاق سواء أكان فردي أو مجتمعي أو وطني، فهو ركيزة أساسية في تهذيب السلوك وتنظيم العلاقات.
   وقد اعتنى فيها العلماء المسلمين بهذا الباب عناية فائقه، وأولى ذلك طهارة القلب وسلامة العقل.
ويقول الرَّسول الكريم -صلَّى الله عليه وسلَّم- عن نفسه: "إنَّما بُعِثْتُ لأتمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ"
   فما أحوجنا اليوم إلى أن نتمسك بأخلاقنا، ونعتز بها، ونستظل بها في وافر المحبة والإخاء والترابط.
     ونحن نحتاج في هذا العصر الحديث عصرِ التكنولوجيا، والماديات، والحروب، والمنافسة اللأخلاقية بين الأفراد والشعوب على كافة الأصعدة - إلى أن نُحَسِّن من أخلاقنا التي تنبني عليها كلُّ العلاقات البشرية في العالم؛ لإقامة المجتمعات الحضارية وإصلاحها. ولقد حثَّنا الدين الإسلامي على تحسين الأخلاق، والْتِزامِ الصفات الحميدة، كما جاء في القرآن الكريم في مواضعَ كثيرة.

حافظْ على الخلقِ الجميلِ ومُرْ به   
                                   ما بالجميلِ وبالقبيحِ خَفاءُ
إِن ضاقَ مالكَ عن صديقِكَ فالقَه
                                   بالبشرِ منكَ إِذا يحينُ لقاءُ

بقلم: هدى الصوص

أزرق | العدد الثالث


إرسال تعليق

2 تعليقات

  1. ماشاء الله تسلم هالانامل ابداااع موفقة حبيبة البي

    ردحذف
  2. ربي يزيدك من عندو هدهد الغالية

    ردحذف