معلوماتٌ كثيرة تتوافد إلى عقولنا يومياً، معلوماتٌ نختزنها ومعلوماتٌ نهملها دون قصد، واليوم مرّت على مسامعي معلومةٌ فقهية سمعتها مراراً وتكراراً إلّا أنّها لم تكن مرةً بهذا الجمال، فالفقه بعادته أو كما كنت أراه بأنه جامدٌ قليلاً أو ليس محبب لدي كثيراً،
لكنني هذه المرة سمعتها بشكلٍ آخر أو بطريقةٍ أخرى، وكأنّ الغبار الذي تراكم على كلماتها قد نفض.
حسناً لن أطيل أكثر، فالنذهب إلى بيت القصيد لنستزيد..
《أصل الأشياء طاهر 》 جملةٌ في كتاب الفقه لا يراها الكثير من هذه الزاوية إلا ذو العقلٍ المبدع والمفكّر، حتّى نحن أصلنا طاهر أو طاهرون بالفطرة، فتبدأ حياتنا بفطرةٍ سليمةٍ طاهرة إلى حين تعرّضنا إلى أيّ خبث؛ فإننا نتأثر به ولو قليلاً، لكنّ رحمة الله أوسع من أن تضيّق علينا فهناك دوماً خطٌ للرجوع، وسبحان من فتح باب التوبة، والتوبة هي تلك التي تقابل فقهياً الطهارة العارضة، التي تزيل أيّ أثرٍ للنجاسة، وتعيدنا لطهرنا بعد أن خالفنا طريق الحق ولو قليلاً.
ومن الطهارة سأتفرّع إلى وسيلتها، تلك الوسيلة الوحيدة التي تمثلنا وبدونها لا نعيش أصلاً، إنه الماء الذي خلق الله منه كلّ شيءٍ حيّ، لكن هل كلُّ ماءٍ يطهّر ؟؟
حسناً، الإنسان مكون من 70% من الماء.
فبتصنيف الماء يمكننا تصنيف الإنسان أيضاً إلى ثلاثة أصناف:
أولاً: الماء الطاهر المطهر : هو الماء الذي لم يدركه أيّ خبث وبقي على أصله الطاهر. ومن مميزاته أنّه يطهّر غيره أيضاً، تماماً كالإنسان الصالح الذي يصلح غيره ويهديه ويهبه من علمه ومعرفته، وهذا الصنف هو الأطهر والأرقى.
حسناً، الإنسان مكون من 70% من الماء.
فبتصنيف الماء يمكننا تصنيف الإنسان أيضاً إلى ثلاثة أصناف:
أولاً: الماء الطاهر المطهر : هو الماء الذي لم يدركه أيّ خبث وبقي على أصله الطاهر. ومن مميزاته أنّه يطهّر غيره أيضاً، تماماً كالإنسان الصالح الذي يصلح غيره ويهديه ويهبه من علمه ومعرفته، وهذا الصنف هو الأطهر والأرقى.
ثانياً: الماء الطاهر غير المطهر: وهو الماء الطاهر بنفسه غير المطهر لغيره، ويقابله الإنسان الصالح من الداخل، إلا أنه للأسف لا يهب من علمه ولا ينفع غيره وكأنّه لا يدري أنّ العلم يزكو بالإنفاق.
ثالثاً وأخيراً: الماءُ النجس: وهو ماء غير صالح للاستعمال أصلاً ويقابله ذلك الإنسان السيء من الداخل، وسيء النوايا والأعمال الذي اقترب من شيء نزع عنه طهارته ولا يصلح للاستعمال أيضاً، أي لا يتّخذ كرفيق دربٍ ولا خليل في هذه الدنيا.
لكن لدينا دومًا تلك الحالة الإعجازية حتى في تشبيه الماء للإنسان فهناك ماءٌ لا يشبهه ماء، وإنسانٌ لا يشبهه إنسان. فماء زمزم تلك الماء الأطهر في هذا العالم، فالنبي _صلى الله عليه وسلم_ الذي شُقَّ صدره وطهِّر قلبه على أيديّ الملائكة بأمر الله عزّ وجل، ليكون نبراس الطهر وتطهيرًا لهذا الكون من كلّ شرٍ ودنس، كما طهّرنا بقدومه من كلّ جهل.
نهايةً أقول: لا تقبل أن تكون طاهرًا بنفسكَ فقط، اتبع نبيّك المختار وكن طاهراً ومطهراً لتكون الأرقى والأطهر من بعده _صلى الله عليه وسلم_
بقلم: عائشة بصمةجي
أزرق | العدد الثالث

0 تعليقات