رصيف المينا - الجزء الثاني






(السلسلة الثانية من القصة)


_ أسيل..! ترددت كثيرًا في قول هذا لك لكن يجب أن تعرفي
وأمسك بيدها ووضعها على قلبه، والمطر يزداد لكنه كان غارقًا في بحر عينيها
_ ماذا بك يا جاسر، أأنت بخير ؟
_ أنا بأفضل حالاتي، وقد أصبت بأجمل مرض بالعالم.
_ مرض !!
_ أجل، أصبت بمرض حبك وحب عيناكي التي أجهل كيف صُب البحر بهما.. !وغرقت بهما عندما التقت عيناي بعيناكِ.
_أسيل: قد شردت قلبي.
_ جاسر، وضع اصبعه على فمها ليسكتها
_ لا تقاطعيني هذه المرة، حتي وإن أفاق كلامي أوجاع بقلبك، أرجوكِ اجعليني أكمل؛ لأن قلبي لم يعد يحتمل ويتسع كل هذا الحب.. ! ونحن نضعه تحت مسمى الصداقة.. !فأنا وأنتِ لم نخلق للصداقة. أسيل.. !أنا أعرف بأنكِ فقدتِ إيمانك بالحب.. !ولكن عيناك تخبراني العكس، أعرف بأنكِ مللت من الوعود، لكن أنا لن أعدكِ إلا بشيء واحد: " سوف أحافظ عليكِ في قربي، وبعدي وأدمن حبك وابتسامتك ولن أدع الاذى والوجع يصيباكِ"
_سحبت يدها من على قلبه قائله: "كنت على حق بأنني فقدت إيماني بالحب، لكن لن أفقده بك، ولا أريد أن أفقده أو أخسرك، لأنني لن أستطع أن اتحمل أي خذلان بعد الآن.. !"
_ أسيل، لا أفهمكِ..!
_ انظر لعيناي وستفهم وتري المجهول..
ولأول مره كان ينظر جاسر لعيني أسيل بهذا العمق ودون أى مقدمات أو كلام كانت أسيل في حضنه.
_ أسيل، لم ولن أحب غيرك ولن أخذلكِ.
_  أشعر وكأن هذه أول ضمه لي من شخص يحبني.. !أوقد خدعت كل هذة السنين..!؟

*الواقع*
_ جاسر أنا ذاهبة لم أعد أحب هذا المكان لأنه مليء بالوعود الكاذبه والنفاق..!
أمسك بيدها، وجذبها إلى حضنه هامسًا
_ لا، ليس هذه المرة.
_ أنتَ أيها الكاذب، اتركني ليس لديك الحق في فعل هذا.
_ لمَ قصصتِ شعرك يا أسيل ..؟!
_ اتركني الآن وإلا..
نظر لعينيها، وقد جمدا هما الاثنين..
_ وإلا ماذا ستصفعينني .. !افعلي، تضربيني بقوة.. !أحب على قلبي هذا، لكن إياكِ أن تتركيني مجددًا.
دفعته عنها بقوة قائلة:
_ مجددًا !! هه إنه يقول مجددًا !!
بدأت بضربه بقوة على صدره العريض القوي بيديها الجميلتين..
_ أنت أيها الحقير  التافه، كذبت عليَّ وتركتني، فأنا لم أترك أحدًا يا تافه.
_ اسمعي كلامي فقط يا أسيل ولا تتسرعي.
_ أتسرع..!أنتَ من تسرعت من ثلاث سنوات وهذه أصبحت حالتنا.. ! يا كاذب.
_ أسييييل
_ ماذا.. !أسيل ماذا ؟!ماذا تريد ؟!أتريد أن اصمت..؟ لا لن اصمت هذه المره يا جبان، ففي كل مره كنت تنظر لعيني، كنت أحس بدفء، وأمان حتى..!
_حتى ماذا ؟!
_ حتى في اليوم الذي تركتني فيه لم يتغير هذا الإحساس.. !هيا أخبرني، كيف يمكنك أن تكذب بكل هذا الصدق ؟؟
_ صرخ بكل عصبيته، لأني لم أكذب عليك في أي مرة، أسيل أنا وعدتك أن أحميك وكنت أوفي بوعدي، وظللت أبحث عنك طيلت هذه السنوات.
_ هه، تحميني ..!من ماذا ؟
_أسيل صدقيني لم أكذب عليك قط، إلا عندما سألتيني ماذا تعمل ..؟!
_ هاه.. !
_ أخبرتك حينها أني أعمل لحساب مجموعة شركات لتنظيم الحفلات والرحلات؛ لأبرر اختفائي كل فترة، لكن هذا ليس عملي..!
_  ماذا تعمل إذًا ؟!لا تكذب علي جاسر..
_ أنا ضابط، لكن أعمل تبعًا لمنظمة سرية.
_ مخابرات !!
_ ليس هذا تحديدًا، لكن يمكنك قول هذا.
_ كاذب، كذبت عليَّ، طبعًا هذا يفسر آثار الجروح على جسدك، ومهارتك في استخدام السلاح وكل ما أنتَ عليه.
أمسك بها جاسر وسند ظهرها على سيارته قائلا
_ اسمعيني جيدًا، أنا اأحبك وكل ما حدث من اجل حمايتك، لم يكن يجب أن تعرفي وقته، وتركتكِ لأني في أحد المهمات انكشفتُ؛ وكان يجب أن أحمي نفسي، وعائلتي وان أحميكِ، وأيضا نَقْل عملكِ إلى بلد آخر، أنا كنت السبب فيه..!وأهلي في بلد آخر لم يعودوا إلى هنا ..!لكن بعد سفركِ المؤسسه لم تتابع تحركاتكِ؛ لذا فقدتك وبدأت أبحث عنك بمفردي، لكن صدقيني بأنني أحبك.
_ وماذا تعمل أنتَ الآن ؟
_ أمام الأنظار أنا صاحب سلسلة مطاعم
_ وفي الخفاء ضابط !!
_ نعم.
_وكيف ستعيش في هذه الحالة.. ؟هذه ليست حياة.
_ أسيلً هي ليست حياة بدونك، لكن اعترفت لكِ بكل شيء، وهذا ما أنا عليه.
أمسك يدها بقوة واقترب منها كثيرًا، وبصوت خافت مليء بالحب والوجع قال لها:
_ أخبرتك ما لدي يا أسيل، الاختيار لكِ، لكن اختاري جيدًا.
قد اقتربت شمس الفجر من الظهور ..!لا ليتجلى النهار ويبدأ بضوئها فقط.!اجعليه يبدأ بإكمال قصتنا أيضا .. القصة التي ليس لها نهاية.!
_ نظرت إليه والدموع بعينها، إذًا لا تتركني مجددًا،
وبدأت بالبكاء.. !فاقترب منها حتى اختلطت أنفاسهما هامسًا لها
_ أسيل، هل تصفعينني إن قبلتك ؟فأنتِ أجمل مما كنتِ عليه في هذه اللحظه
ضحكت أسيل خجلى
_ لا، لا يمكنك.
صمت جاسر ونزل على ركبتيه وأخرج من جيبه خاتمًا وقدمه لها قائلًا:
_ أتقبل تلك العيون خاصتي أن تكمل معي بقية حياتي بكل ما فيها من حب وخوف وتعب. ؟
بكت أسيل مجددًا
_ أقبل بالطبع. أحبك أيها الساذج.
ألبسها الخاتم وضمها بشدة. ففي تلك اللحظة لم تستطع أن تفرق بين دقات قلبيهما. !
 
بقلم: منة اللّٰه محمد

أزرق | العدد الثالث


إرسال تعليق

0 تعليقات