المايعرف الصقر يشويه



مثلٌ شعبيٌ قديم قد يفقدُ نكهتهُ الخاصةَ ورونقهُ البديع لو كتبته بالفصحى لكنني سأحاول جاهداً أن أترجمه لك
(الذي لايعرف الطائر الحر يقوم بشوائه).

ليس المقصود هنا أن تذبح الطائر وتشويه فضلاً عن إعداده بطريقةٍ أخرى ، لكن المقصود هنا من ذا الذي يقوم بقتل طائرٍ حرٍ ليتذوق طعم لحمه وهو يساوي ثروةً عظيمةً وقيمةً في النفوسِ أكبر إلا جاهلٌ بحقيقة هذا الشيء الماثِل أمامه ، وهكذا نحن، في بعضَ الأحيان نبعثر أشياءً ،ونقتل أشياءً أخرى ذات قيمةٍ عظيمةٍ دون أن نعرف ذلك .

لكننا بالفطرة أعداء ما نجهل فلا يمكننا المضيُّ قدماً في تبديد جهلنا إلا بإرادةٍ قويةٍ، قد نكسر فخارةً أثرية تعودُ لحقبةِ ماقبلَ الميلاد أو قد نمزق مخطوطاً خُتِمَ بخاتم أحد الأمراء لأننا فقط لا نعرف أن نقرأ ، هكذا نحن ....

نقتل الإبداع في داخلنا بطريقةٍ ممنهجة متعمدة نقتل رغباتِ ذاتنا بجملة لا أستطيع ، أو بأخرى .

نحن نجهل منْ نكون ؟ ومنْ نحن ؟ فلننطلق إذا لنكتشف ذواتنا لنعرف قيمة هذا الطائر الكامن بين أضلعنا فلا نميته كميتة الدجاج وهو يساوي آلافاً آلافْ ، فلنبحر ولنتعلم ولنؤمن ولنكن على يقين أن مانحمله في جنباتنا قادرٌ على تغيير ملامح هذا الكون، ولنبدد ظلمةَ الجهلِ بذاتنا ولنضع أقدامنا على الطريق الصحيح .

لا تقتل نفسكَ ولا تُهَون من شأنك ولا تكن مثل ذاك الرجل الذي أمسك الحُرَّ في الصحراء فَشواهُ وأكلهْ، وكان فيه خلاصهُ ونجاتهُ واللي مايعرف الصقر .... يَشْويه.

بقلم: علاء المحمود
أزرق: العدد الرابع




 

إرسال تعليق

6 تعليقات