تَجهزتِ الفتاةُ بليلةٍ تُزينها تَغاريدُ النُجومِ وَنسيجُ أشعار الليلِ كأنّها قِطعةٌ بيضاء استعارتْ حُسنَ سِحرها من القمرِ !
قُرعَ البابُ والتهاني والموسيقى الصاخبةُ تتبعها من خلفهِ بِضجيجٍ كبيرٍ ، حَتى شَقَّ نُور فارسها الحُضورَ وأخذَ بيدها يَهمسُ بِأُذنيها آنَ أوانُ الانتقام يا حبيبتي ...
وبِلحظةٍ دونَ سابقِ إنذارٍ وقعَ شِجارٌ بينها وبينهُ قَتلَ سعادتها وأطفأ سِراجَ أحلامها، فضحكَ عَريسُها ضحكةً صاخبة وقال: انتظرتُ هذه اللحظةَ سنينَ وساعاتٍ ، هذا اليوم الذي رسمته بِخيالي طَويلاً واليومَ أضفت ألوان الانتقام له ... تلذذي بنصفِ الكأسِ الذي تَجرعتُ منه ألماً ووجعاً بسبب صفعةٍ أمامَ زُملائي، حَيث سَخروا منّي وتركوا جسدي يُعاني ساعات من الصدمة تحت أمطار كبريائكِ وغرور عينيكِ،
الفتَاةُ المَسكينةُ ضحيةُ اليومَ الذي تَحوّل مِن بِدايةِ حياتها إلى نِهايتها لَم تعد تَرى أمامها ..
كُلَّ شيءٍ حَولها صرخَ بِشكلٍ لا يَرحم فأخذت بتَكسيرَ وتحطيم كُل شيء بِجانبها كأنَّ رياحٍ عاصفةٍ غاضبةٍ سكنتْ المَكان فنثرتْ الفَوضى بالأرجاءِ ...
انهارت بُكاءً ممددة على قِطع الزُجاج الذي تَحطمَ بغضبها، لم ترَ إلا تعابير الإنتقام في وجهه ولمْ تَسمع إلا ضحكاته التي أقامتْ مَنزلاً في أُذينها، لمْ تَعد قادرةً على الحَراكِ وبها ما بها من الجُروح، عَيناها ثابتةٌ بوجهٍ شاحبٍ تملؤهُ خُطوط كَسوادِ الكُحل الذي كَان يُزّين عيناها وَأصبحَ كالسيلِ الجارفِ على خَدّيها ....!
وَقاسي القلبِ يدورُ حَولها راقصاً بِكلِّ شموخٍ وَكبرياء قائلاً:
استعدتُ الآن كَرامتي عندما رأيتكِ صامتةً عاجزةً مَقتولةً بيومِ فرحكِ وفُستانكِ الأبيضُ هذا تحوّل لفستانِ جنازةِ الحياة حيثُ لن ترى عيناكِ إلاّ هذا اليوم يا عزيزتي!
لن يتقدم أحدٌ إليكِ ، ولن تسلمي من أقاويل النساء، ولن يرحمكِ صُراخ قلبك، ونيران صدركِ تشتعلُ وتستعر يوماً بعدَ يوم...
حياتكِ الجديدةُ بدأت مُنذ الآن عُنوانها بالقلمِ العريض"عروس تركها عريسها بيوم زفافها" وأخذ خُطواته لبابِ البيتْ وتركها مُلقاةً تعاني مع جِراحها...
تَجمعتْ قِواها كُلّها لِفكرةٍ مُجنونةٍ أخذتْ يدها ترتجفُ على قِطعةِ زُجاج قريبةٍ مِنها واستلتْ عُروقها بصرخةٍ هزتْ جسده فَالتفتْ مُسرعاً، وإذْ أنهار الدماء تتدفق من يدها وتغيبُ عن هذا العالمِ رُويداً رويداً ....
صرخَ باسمها و وركضَ نحوها يُحاول إصلاح ما فعل بِإيقاف النزيف الذي حلَّ بها بعدما أخذها النوم الأبدي بعيداً..عَروسٌ ضحيةُ الانتقام
تَجهزتِ الفتاةُ بليلةٍ تُزينها تَغاريدُ النُجومِ وَنسيجُ أشعار الليلِ كأنّها قِطعةٌ بيضاء استعارتْ حُسنَ سِحرها من القمرِ !
قُرعَ البابُ والتهاني والموسيقى الصاخبةُ تتبعها من خلفهِ بِضجيجٍ كبيرٍ ، حَتى شَقَّ نُور فارسها الحُضورَ وأخذَ بيدها يَهمسُ بِأُذنيها آنَ أوانُ الانتقام يا حبيبتي ...
وبِلحظةٍ دونَ سابقِ إنذارٍ وقعَ شِجارٌ بينها وبينهُ قَتلَ سعادتها وأطفأ سِراجَ أحلامها، فضحكَ عَريسُها ضحكةً صاخبة وقال: انتظرتُ هذه اللحظةَ سنينَ وساعاتٍ ، هذا اليوم الذي رسمته بِخيالي طَويلاً واليومَ أضفت ألوان الانتقام له ... تلذذي بنصفِ الكأسِ الذي تَجرعتُ منه ألماً ووجعاً بسبب صفعةٍ أمامَ زُملائي، حَيث سَخروا منّي وتركوا جسدي يُعاني ساعات من الصدمة تحت أمطار كبريائكِ وغرور عينيكِ،
الفتَاةُ المَسكينةُ ضحيةُ اليومَ الذي تَحوّل مِن بِدايةِ حياتها إلى نِهايتها لَم تعد تَرى أمامها ..
كُلَّ شيءٍ حَولها صرخَ بِشكلٍ لا يَرحم فأخذت بتَكسيرَ وتحطيم كُل شيء بِجانبها كأنَّ رياحٍ عاصفةٍ غاضبةٍ سكنتْ المَكان فنثرتْ الفَوضى بالأرجاءِ ...
انهارت بُكاءً ممددة على قِطع الزُجاج الذي تَحطمَ بغضبها، لم ترَ إلا تعابير الإنتقام في وجهه ولمْ تَسمع إلا ضحكاته التي أقامتْ مَنزلاً في أُذينها، لمْ تَعد قادرةً على الحَراكِ وبها ما بها من الجُروح، عَيناها ثابتةٌ بوجهٍ شاحبٍ تملؤهُ خُطوط كَسوادِ الكُحل الذي كَان يُزّين عيناها وَأصبحَ كالسيلِ الجارفِ على خَدّيها ....!
وَقاسي القلبِ يدورُ حَولها راقصاً بِكلِّ شموخٍ وَكبرياء قائلاً:
استعدتُ الآن كَرامتي عندما رأيتكِ صامتةً عاجزةً مَقتولةً بيومِ فرحكِ وفُستانكِ الأبيضُ هذا تحوّل لفستانِ جنازةِ الحياة حيثُ لن ترى عيناكِ إلاّ هذا اليوم يا عزيزتي!
لن يتقدم أحدٌ إليكِ ، ولن تسلمي من أقاويل النساء، ولن يرحمكِ صُراخ قلبك، ونيران صدركِ تشتعلُ وتستعر يوماً بعدَ يوم...
حياتكِ الجديدةُ بدأت مُنذ الآن عُنوانها بالقلمِ العريض"عروس تركها عريسها بيوم زفافها" وأخذ خُطواته لبابِ البيتْ وتركها مُلقاةً تعاني مع جِراحها...
تَجمعتْ قِواها كُلّها لِفكرةٍ مُجنونةٍ أخذتْ يدها ترتجفُ على قِطعةِ زُجاج قريبةٍ مِنها واستلتْ عُروقها بصرخةٍ هزتْ جسده فَالتفتْ مُسرعاً، وإذْ أنهار الدماء تتدفق من يدها وتغيبُ عن هذا العالمِ رُويداً رويداً ....
صرخَ باسمها و وركضَ نحوها يُحاول إصلاح ما فعل بِإيقاف النزيف الذي حلَّ بها بعدما أخذها النوم الأبدي بعيداً..
بقلم زهراء خليل
أزرق - العدد الرابع

0 تعليقات