صحبة الكتاب



متعة القراءة وصحبة الكتاب

ما أهمية القراءة ؟


سؤال قد يتبادر للأذهان خاصة ممن لا يعرفون قيمة الكتاب ومصاحبته ولم يحاولوا فتح كتاب يتصفحونه بعد إنهاء دراستهم في المدارس بل رُبما البعض منهم كانت علاقته بكتاب المدرسة علاقة سيئة وعدم محببة بسبب هذه المادة أو تلك، لصعوبة واجهتهم أو بسبب مدرس تلك المادة الذي لم يزرع في قلوب طلبته إلا الكره والإبتعاد عن الكتاب المقرر.

وبعيدًا عن المقررات الدراسية وبالحديث عن القراءة الحرة والتي هي موضوع اليوم لابُد من معرفة أهمية القراءة لكل فرد حتى ولو لم يكن صاحب اختصاص في مجال من المجالات التي يركز اهتمامه على التبحر في دراستها ومعرفة كل جديد فيها

القراءة من وجهة نظري الشخصية هي حياة تضاف للحياة وصحبة الكتاب هي خير صحبة على وجه الأرض لم أعرف حتى اليوم صاحبًا مخلصًا يرافقك في أسفارك وحلك وترحالك ويمنحك نفسه دون مقابل غير الكتاب.

والقراءة هي متعة مضافة لمتع الحياة الكثيرة لكنها أجملها على الإطلاق وبإمكاننا أن نعيش المتعة مضاعفة أحيانًا مع ذلك الصديق الوفي وذلك الجليس الذي كتبت فيه المؤلفات ونظمت فيه القصائد والأبيات الشعرية على مر العصور وتوالي الأزمنة والدهور.

فإحدى صور  تلك المتعة مثلًا:

إذا خرجنا في نزهة بين أحضان الطبيعة الخلابة بصحبة كتاب نحبه فتجد نفسك تعيش مشاعر قد اختلطت بكل جمال الكون من جو ساحر وذهن صافي وأصوات رائعة من حفيف الأشجار وتغريد العصافير وجدول ماء ينساب بقربك وأنت تبحر بين دفتي هذا الكتاب وتسبح بين سطوره مستمتعًا بمفرداته ناهلًا من عباراته التي نسجت بحروف من نور يلامس شغاف قلبك ويمنحك إحساسًا بالتحليق فوق السحاب تشعر بروحك تسموا وهمتك ترتفع ومشاعرك كأنها ريشة في مهب الريح فهل سبق وأن عشت هذه المشاعر من قبل ؟

هل خطر بذهنك يومًا أن تصنع لنفسك كوبًا من الشاي أو فنجانًا من القهوة وتجلس بقرب تلك النافذة وأنت تحتضن كتابًا لتتصفحه فتجد نفسك وقد نسيت قهوتك أو الشاي الذي أعددته وغرقت في بحر تلك الكلمات التي أسرتك وقيدت يداك إلا من تقليب هذه الصفحات حتى استفقت بعد مدة وقد تملكك شعور غريب بالسعادة وخفة في روحك لم تشعر بها من قبل.

هل جربت أن تصحب معك كتابًا وأنت تنطلق لعيادة الطبيب لتجلس تنتظر دورك فتغيب بين سطوره ليأتي دورك دون أن تشعر بثقل الوقت الذي قضيته منتظرًا بل رُبما تمنيت لو تأخر دورك لتنتهي من قراءة هذه الصفحة أو تلك الفقرة قبل مغادرتك ؟
هل جربت العيش مع كتاب أحببته وحدثك بما فيه وأبحرت بين سطوره تتلذذ بمفرداته وتعيش تفاصيل ما تقرأه حتى وجدت نفسك تتمنى لو لم ينتهي ؟

هل مر بك موقف وأنت بين أصحابك حين ذكروا اسم ذلك الكتاب وكنت قد قرأته قريبًا لتجد نفسك تناقش وتحاور وتستشهد بما فيه من فوائد ومواقف ولتكتشف الكم الهائل من المعلومات التي حصلت عليها وتجد نفسك محاورًا جيدًا يتسلح بالمعلومة التي اكتسبها من خلال القراءة ؟

إن لم تكن عشت هذه المشاعر ولو مرة واحدة في حياتك فقد فاتك الكثير من متع الحياة !

هل لديك صورًا للمتعة بصحبة الكتاب وللقراءة في أي زمان ومكان عد بذاكرتك لتلك اللحظات واستشعر ذلك الإحساس وتفقد ما اكتنزته من معلومات وما اكتسبته من مفردات وما جمعته من فوائد وقارن بينها وبين صحبتك لهذا الشخص أو ذاك هل منحك أحد منهم كما منحك الكتاب فلا تستهين بصحبة من يعينك ويعطيك ويمنحك كل ما لديه فقط منتظرًا صحبتك ولا شيء غيرها.

بقلم: ياسمين الشامي


أزرق - العدد الرابع

 


 

إرسال تعليق

0 تعليقات