السعادة

للسعادة جرعاتٌ كثيرة تتكون من أسباب، ونماذج رئيسية 
منْ منا لم يطارد السعادة في حياته كي يصل إليها.. ؟
في معظم الأحيان نواجهُ مشاكل وهموم وعقباتٍ تقع على عاتقنا؛ بسبب المسؤوليات التي تسير معنا.
قرأتُ ذات مرة كتاب نظرية الفستق للكاتب (فهد الأحمدي)، يقول:
"كطريقةٍ من عدة طرق تساعد على فتح أبواب السعادة التي كثير منا يتجاهلها أو يلغيها ويحل محلها التعاسة والتجهم والبؤس"، من هنا أدركت كم نملك الكثير من جرعاتِ السعادة ولا يتجاهلها إلا الخاسر، لكن السعادة لا تتحقق بأشياء كبيرة، فيمكن أن نشعر بها دون أن يكون لدينا الترفيه الزائد. وأدركت أن هذه الأشياء هي فروع ومسكنات للسعادة وليست جرعة كاملة؛ لأن السعادة تكمن في أرواحنا وبين أضلعنا، فلدينا جرعاتٌ كثيرة نستخرجها من الأمور البسيطة وهي:

١_أننقرأ كتاب نحبه.
٢_ أن نبتسم متى أردنا.
٣_أن نحتسي كوبًا من القهوة مع من نحب.
٤_أن نقبل أيدي والدينا متى ما رأيناهم.
٥_أن نداعب طفلاً صغيرًا.
٦_أن ندخل السرور إلى قلب أحدهم.

فحبنا لأشياء معينة في الحياة، يجعل لها مذاق مختلف، وكل مذاق له حدث الاستمتاع الخاص به،
فما بالك لو تجرعت حب الحياة بأكملها.
كن إيجابيا وانظر إلى صفاء السماء المنبعثة بلونها الأزرق الجذاب، ولا تنظر إلى شكل من أشكال الغيوم، تمتع بها وهي تخالط السماء.
جرعة السعادة أوجدها الله بيننا، وجعلها في الأنفس عبادة؛ لترويجنا عن ضنك الحياة. فديمومة أعباء الحياة التي قد تنهكنا دهرًا،  بمجرد الشعور بالسعادة البسيطة قد ننسى جزءًا كبيرًا مما عانيناه، فلا ننكر أن لمسرحية الحياة المتعبة يوجد أيضًا لحظات منها لا تنسى.
جرعة السعادة هي التي تعكس على شفاهنا دون تخطيط منا أو التظاهر بذلك، إنما هي انعكاس فوري لذلك الجمال النابع داخلنا تمامًا كما قال إيليا أبو ماضي:

والذي نفسه بغير جمال            لا يرى في الوجود شيئا جميلا
أيها المشتكي وما بك داء          كن جميلا تر الوجود جميلا

جرعة السعادة هي ضالتنا، فحتمًا ستجد ضالتك بين جبينك، فقط استشعر بذلك.
الحياة جميلة، ولكن ابحث عن أماكن الجمال بها، ففي كل زاوية هنالك جانبين واستمرار العطاء للحياة أمرٌ جميلٌ، وامداد شخصك بالسعادة شيء أجمل، فإن للميزان كفتين.

 

 

بقلم: هدى الصوص

 

مجلة أزرق - العدد السادس