بداية أي شخصٍ عظيم أو شركةٍ كبيرة كان هدفٌ سُطِّرَ على الصفحات، تبعه تخطيطٌ وخطواتٌ.
فشركة أبل كانت من مرأب سيارات يتسع فقط لسنتيمترات !واليوم تملك المليارات والعديد من الشركات، ستيف جوبز مؤسس شركة أبل الذي غير العالم عندما اكتشف الأجهزة اللوحية -التي لا يكاد أي منزلٍ يخلو منها الآن- بالتأكيد واجهته العديد من المعوقات والمصاعب والمشكلاتأثناء رحلة تحقيقه لهدفه؛ لأنه لم يأبه لهذه المشكلات، وإنما واصل رحلة تحقيقه لهدفه، وكشخصٍ مثله كرس نصف عمره لأجل حلمه، فكان لا بد أن تصبح النهاية حصوله على ما سعى له، ويستحق هذا النجاح وبكفاءة !فقد كان مؤمناً وواثقاً بنفسه، وبقدراته وبنجاحه، ولمَ لا ؟فقد كان مثابراً ولديه إصرارٌ كإصرار الأطفال.
في يومنا هذا يمتلك العديد من الاشخاص أهدافًا تخصهم ولا بد من أن تعيقهم بعض المشكلات، ومنطقيًا لا يوجد طريقٌ خالٍ من العقبات، ومن تعاقب المشكلات مشكلةٌ تليها مشكلة، ومن الالتزامات اليومية تتولد مشكلةٌ جديدة، وهي مشكلة "المماطلة والتسويف" فالشخص يماطل ويؤجل ويتكاسل عن عمل أي شيء في سبيل تحقيقه لحلمه؛ متعذرًا بالظروف المحيطة به، وبذلك نستنتج أن ليس لديه رغبة مشتعلة، وإرادة قوية تقوده نحو النجوم بقوة! أيضا تنقصه الرؤيا الواضحة، والتخطيط السليم، يقول محمد علي كلاي: " الأبطال لا يُصنعون في صالات التدريب، الأبطال يُصنعون من أشياء عميقة في داخلهم، هي الإرادة، والحلم، والرؤية".
هي مشاعر مكنوزة بداخلنا، ومتى أخرجناها، وتجاوزنا الحدود، ووقفنا في وجه الظروف والمخاطر، وأصرينا وثابرنا، وحققنا هدفنا الذي نصبو إليه، شبّه لس بروان هذه العملية بقوله: "إن كنت في المنزل ذات يوم، وطرق أحدهم الباب وأنت لا تريد أن يزعجك أحدٌ اليوم، وإن واصل ذلك الشخص بالطرق سوف تتعجب من ذلك! وبعد قليل ستضطر للإجابة وتقول ماذا تريد؟ هكذا يجب أن تكون حيال حلمك، وبعض الناس يطرقون قليلًا ثم يقولون لا أحد في المنزل إذن أعتقد أن الفرصة قد فاتتني". نعلم جميعًا أن قطرات المطر قادرة على خرق الصخر، وبماذا؟ بالتكرار والمحاولة والمثابرة. الأطفال لا يمشون من أول محاولة! والذي سيتعلم لغة لن يتعلمها ويتقنها في يومٍ واحد، بل هي مجرد خطوات صغيرة، نخطو واحدة ونتعثر بأخرى.
لكن ماذا إن تعثرت كثيرًا وأنت تحقق هدفك؟وأصابك ذاك الشعور؟ شعور اليأس والإحباط والفشل ؟وقاربت على إصدار قرار التخلي عن حلمك وهدفك، بحجة محاولاتك الكثيرة التي باءت بالفشل والفرص التي ضاعت من يديك؟!
إياك أن تتخلى عن حلمك، إياك، فربما لم يبقَ شيءٌ على بلوغ النهاية، على بلوغ الهدف والوقوف في القمة، فإذا سقطت قف من جديد، وحاول من جديد، وتعلم من كل سقطة، واحرص على تجنب الخطأ الذي فعلته في المحاولة السابقة.
ضع النهاية في ذهنك، كلما تخاذلت للوراء، تخيل للحظة أنك حققت هدفك وحلمك، أنك أصبحت كما تريد أن تكون، أتتخيل هذا الشعور؟ شعور تحقيق الهدف شعورٌ رائعٌ! يشعرك بالراحة والسعادة ولذة الإنجاز، فمن أجل هذه اللحظة قف واعمل وأسعى لحلمك، يقول الله عز وجل:(وأن ليس للإنسان إلا ما سعى)، بقدر سعيك ستُجزى، ومن يريد شيئًا سيسعى له.
لا تيأس؛ هنالك ربٌ في الوجود إذا قال لشيء كن يكون، علق أملك وثقتك بالله عز وجل أولًا، قوي علاقتك الروحانية مع الله، وامضِ ولا تخشَ شيئاً، وتعهّد الآن وردد معي:" سأحقق حلمي وسأصل إلى ما أريده، إلى مبتغاي، ولن أكون عاديًا كغيري، لن أكون نسخه مستنسخه من غيري، أنا تكبدت العناء، وتعبت وشقيت، وأستحق أن أنجح، أنا صبرت وثابرت، وأستحق النجاح، وسأثبت للعالم ولنفسي أني نجحت بفضلٍ من ربي، وأقول للذين قالوا "مستحيل" انه لا مستحيل في حياتنا وعالمنا.
ثقوا تمامًا أن الحياة صعبة على الفاشلين، المتذمرين، فلا تكونوا مثلهم، بل كفوا عن التذمر، عن اللوم والبكاء، وحققوا حلمكم واسعوا نحوه.
بقلم: أثير
مجلة أزرق - العدد السادس
0 تعليقات