جدلية التاريخ بين التزوير والحقيقة



ما بين شعلة الحقيقة ووهم الكذب، بين ظلمة الليل وضياء الفجر 
تُفنى الحروف لتَتَطرق دربَ الحقيقة، لتمكث على قارب الصدق الذي لا شك فيه ولا بعده َ. 
‏هل ‏سيُمحى أثرنا أم هو باقٍ، إن إثبات حضارتنا قبل قرن هو واجبٌ علينا لأن بإثباتها نُثبت وجودنا بعد قرن. 
لأن لا شي بالحياة نابع من وهم؛ ولكل شيء سبب ولكل سبب مسبب ولكل مسبب نهج نتبعه حتى ندركه حد الصدق أو ننفيه حد الكذب. 

لنقسم الناس ثلاثُة أصناف، أشخاصٌ مسلِّمون بصحة التاريخ هُم الأشد خطرًا في الأخذ من المعلومات، كُل ما يقرؤونه يسلمون به ويبدأون في طرحه بين الناس عامة دون إثبات يعودون إليه؛ ودون دلائل تثبت صدقه 

وفئة لا تقل عن سابقتها، تنفي وتستبعد رغم توفر الوثائق والشواهد ينفونه كأنه أكذُوبةٌ على مر العصور. 
أما الفئة المتوسطة هي التي تبحث وتتطرق الدروب كتاباً، كتاباً، حتى تصل إلى مُبتغاها إن كان بصدقه أم نفيه. 

هناك عدة طرق علينا أن نسلكها، إذ ما بين صدق التاريخ وتزويره. 
يأخذ الموضوع من وجهات عدة وبراهين وإثباتات
إذ لا يمكننا أن نثبت صحته، أو ننكر حدوثه دون براهين أو دلائل يمكننا الإستناد إليها، في حال كثرة الشبهات وانتشرت الأقوال. 
أي عندما نأخذ من أيّ نقش، يعرض هذا العمل لفريق بحث ينظر في تاريخه وطريقة تأريخه، وصدقه وطباقه على نظريات جواز المصدر قبل أن يُنظر لمحتواه ثم يأتي دور المؤرخين لنقله. 

بالنسبة لأخذ المعلومات من أي كتاب يجب أن يكون للكتاب مصادر يستند إليها ومراجع يرتكز عليها، وألا نكتفي بكتاب عمًا سواه يجب أن نتأكد من المعلومة بأكثر من ثلاث كتب حتى نتأكد. 

نحن الآن في عام التاسع عشر ميلادي ما هي الطرق التي يمكننا أن ثبت بها وجودنا في تاريخ ال٣٠٠٠ ميلادي؟ 

نظريةٌ خشي منها الأمم حتى وجد علم التاريخ وأرخ تفاصيلها. 

لا تهدر تفكيرك عبثًا لا يمكنك من الآن معرفة الطريقة، 
لكن حضارتنا والمعرفة التي ستصلنا لها والعلم والتطوير الذي سنحققه هو البرهان لذلك. 

كالأهرامات في الجيزة كيف بُنيت و الهرم الأكبر الذي إذا  قسمت أحجاره إلى قطع صغيرة بحجم واحد مكعب ووضعت حجرٌ حجرًا قرب بعضها لغطت ثلثي محيط الكرة الأرضية 
لأن العلم ينفي نفي قاطع وجود الأشياء من العدم، إذاً قد كانت هنا حضارة الفراعنة التي تركت إثباتٌ لن يرحل.

 رامي دعبول 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر والمراجع للمقال :

_ علم التاريخ ل هرنشو: تأليف: ج. هرنشو، تاريخ النشر: 01/01/1982
ترجمة، تحقيق: عبد الحميد العبادي

_ علم التأريخ مناهج المؤرخين: الكاتب : صائب عبد الحميد، الطبعة : الثانية
دار النشر: مركز الغدير للدراسات والنشر والتوزيع 



_ علم التأريخ عند المسلمين: الكاتب :فرانز روزنتال، نشر باللغة الإنجليزية سنة 1968

ترجمة: أ. د. صالح أحمج العلي، نشر باللغة العربية 2017


_ تاريخ مصر الفرعوني: تأليف: أحمد فخري، قسم: تاريخ، عدد الصفحات: 392

دار النشر: الهبئة المصرية العامة للكتاب - مكتبة الأسرة, سنة النشر: 2012، الرقم الدولي للكتاب:9789772071753



إرسال تعليق

3 تعليقات