تغيبين أنتِ ويبقى لي الحلم والقصيدة



تغيبين أنتِ ويبقى لي الحلمُ والقصيدة..



في إحدى الشرفات المنسيّة

حيث الليل والخريف، حيث الفضاء الفارغُ إلا منّا ، كنّا نرتشف الشاي المحلّى بقطعتين من الصمت اللذيذ والهدوء .

في عينيكِ تنبتُ النجوم وعلى يساري تسقط الشُهُب، ترتسم على ملامحك ِ خطّة واضحة للإيقاع بي أكثر وأكثر، ها أنتِ تتركين كوبكِ الدافئ وتبتعدين عنّي إلى ذلك الحائط، تميلين عليه بشيءٍ من الخفة والثقل.
أنا اليوم رجل يحسد الحائط بسببكِ.

بدأتِ الغناء، أنت تغنين وأنا أحلّق، أحلق إلى اللاوجهة، بل إليكِ، ما عبر إلى قلبي كان أكبر من أن يكون مجرد صوت أو  لغة

كنتِ تترنمين ب (يا مايلة ع الغصون) بمزيجٍ من العبثِ والحبِّ والأصالة، وأنا أذوب في ساحات ذاك المزيج ، حائرٌ بين حواسي المندفعة إليكِ وثملٌ جداً كما النسمات والأضواء الخافتة والليل ، بكِ، لا أريد منكِ التوقف أبداً .


أكملي هيا، كأساً آخر، أريد أن أستقبل الصباح بصوتكِ، أنا حائر من أي غصن عليّ أن ألتقط العسل، عيناكِ، وجهكِ الصبوح رغم أنف الليل، أم صوتكِ الثائر المتوقد، أنظر إليكِ وأغنّي معكِ دون أن أعي ما أقول. تنتهي الأغنية ويبقى الليل الجميل داخلنا بنجومه كما السحر

أستيقظ على صوت المنبه في الساعة السادسة صباحاً، أتلّفت حولي، أنتِ لستِ هنا.

على مكتبي ورقة صغيرة كنتُ قد كتبتُ عليها بخط الليل : أيا ساكن القلب قد هيجت أحزاني.

الليل مثقل بك وما أظن أنني الجاني.

تخطفني إليك في خيالي وفي واقعي لم أكن يوماً لسمائكَ داني.

كفاك حرباً فما عاد في القلب جلد يقوى على السجانِ.

يبدو أنني غفوت وأنا أشرب الشاي وأكتبُك في ورقة.

تغيبين أنتِ كعادتكِ ويبقى لي الحلم والقصيدة


يارا الحاج قدور 

إرسال تعليق

0 تعليقات