بدأتْ الكاتبة روايتها بفصل خريفٍ يَقطرُ حُزناً وألمًا، تُحاكي بقصتها واقع بلاد الياسمين الذي أصبح عاجزاً على كرسيٍ خشبي گ رجل مُسنّ يراقب موته مِن بعيد..
لتذهب بنا لقصه حب نشلت الشاب من وحدة الغربة وفراق الأحبة ولكن سُرعان ما تساقطت الأقعنة وتعرّت النّوايا گ أشجار اللوز بعد الخريف، وبات كُلّ شيءٍ مكشوفاً على أعتاب الانتظار والخوف بارتداء غربال الواقع الذي يتساقط به حبه يوماً بعد يوم، ولن يحظى بقلب صادق إلا صادق صدوق.... بذكرياتٍ وأفكار، باتتْ تنهالُ على عاتقه بسبب بيت عربيٍ قديم تصدعت جُدرانه بفنِ لوحات أمّه التي عانت بسبب الحرب التي نشأت منذ سنوات في سوريا، فدمرت البيت الذي زُين برُسومات أحلامهم، ولكنّ صرخات الألم استقظيت لتُلقي أحلامهم في حُفرة قبرٍ قد كانت مكتوبة على جدار القدر،
فرافقه الحُزن أيامًا حتى دقت ساعة الصحوة حين سَمع صدفةً كلام مخطوبته التي كانت تتذمر من فقر غيث وتسخر منه بسبب فُنجان قهوة أو وردة حمراء اللون، أو حديثٍ في حديقةٍ عامّة..
فكان القرار الحاسم "أن يعود حُراً ويتخلص من خاتم الخطوبة الذي قيدهُ طويلاً" ....
عشتُ مع الكاتبة ساعاتٍ قضية اختطاف فاطمة من المَدعو أمير الذي كان رجلًا خبيثًا وزعيمَ عصابة، وذكريات حُب غيث الذي كان مَدفونًا في قاع الذكريات.. حقاً يا أصدقاء، "الحبّ لا يموت بل يُميت "...
ومن هُنا مزق غيث ماضيه وكتب أعلى صفحاتٍ حياته: "أنا من جديد"، فابتسم له القدر وأصبح مُعلمًا للغة التركية وعاد لكتابة القصص التي يُحبّ على أنغام هوى زوجته التي اختارها القدر له...
مهما حدث يا وطني سأحمل عربة حبّي محارباً مخاطر الحياة برصاص الحقيقة وغُربة الحنين لأصنع أملًا يرافقني برحلة العُمر، فبعد كُل خريفٍ براعم تتحضر للقدوم..
مجلة أزرق
وطن على عَربة
غادة اللبابيدي
0 تعليقات