وحيداً أسير
أشدُ الخُطا نحوَ فجرٍ يسير
يضيءُ الظلامَ الضرير
فيرسم في عتمةِ الليل نوراً
يزيلُ ضبابَ الحروب
وطعمَ الفقدِ المرير
ليرجعَ ذاك الغريب
وينفضَ عن كاهليهِ الدموع
ليحكي حكاية نصرٍ قريب
قريبٌ كتلكَ الدروب
دروب الرضا لا الندوب
دروب السلامِ لا الحروب
أشدُ الخُطا
وقلبي الحزين
يداري الدموعَ كأمٍ رؤوم
ترا الشوقَ ينهشُ طفلاً يتيم
فتنفِض عنها غبارَ الهموم
وتُلقي الدموعَ كحملٍ ثقيل
فتنفرُ منها وتمحو الجروح
لتطبعَ فوقَ الجبين
قبُلة حبٍ فتعطي الحُبور
فيُقطَع حبلُ الحنين
ويوقَف صوتُ الأنين
ليأتي خيرٌ قريب
قريبٌ كتلكَ الدروب
دروب الرضا لا الندوب
دروب السلامِ لا الحروب
وحيداً أسير
فأسمعُ همسَ الأسير
يناجي الإله
كذاكَ الغريق
يريدُ الهواء
ليصبحَ طيراً يشقُ السماء
وأسمعُ أُهزوجة الأوفياء
تُغَنى أمامَ القبور
وحولها أرواحُ الراحلين
تنادي بصوتٍ شَجي حزين
أعيدوا إليَّ نقاءَ الهواء
وآهات طفلٍ تهزُ السماء
يصيحُ وقد أنهكتهُ الدموع
أعيدوا لأُمي الحياة
لأسلُك دربَ النجاة
لأرجو لقاءاً قريب
قريباً كتلكَ الدروب
دروب الرضا لا الندوب
دروب السلامِ لا الحروب
سعيداً أسير
أشد الخطا نحو فجرٍ يسير
بعيداً عن الفقد
بعيداً عن الخوف
عن شراءِ العبيد
أنا اليوم حر
حرٌ كنجمٍ مضيء
حرٌ أسير بدربٍ قريب
بدربِ النجاة
لأنسى النحيب
وأحيا الحياة
بقلب جديد
جديد كهمسٍ قريب
قريب كغيثٍ وفير
بخيرٍ أسير
لبنى الروسان
0 تعليقات