جوانب القراءة الروحية




"لا أُحب الكتب لأنني زاهد في الحياة، ولكنني أحب الكتب لأن حياة واحدة لا تكفيني." -عباس محمود العقاد

بغض النظر عن جميع ما أجمع عليه العلماء لحد الآن عن فوائد لقراءة الكتب من تغذية للعقل ومنُشط للذاكرة و المعرفة اللا متناهية..إلخ، هناك جوانب عديدة أُخرى للقراءة؛ أدبية أو لربما روحية)، تجعلها أكثر جاذبية للقراء.
بغيت أن أسلّط الضوء عليه أكثر في هذا المقال لتصبح رؤية جوانبهِ المتعددة أكثر وضوحاً وتفهُّماً.

القراءة عالمٌ لا مكان للعنصرية بهِ، حيث يتّسع لكل فضولي. تذكرة السفر المطلوبة للتحليق بهذا العالم هي الشغف اللامتناهي للمعرفة والاكتشاف.
بل لا شفاء للشغف سوى تخديرهِ بقراءة الكُتب!
ستتمكن من خلال الصفحات، أن تجول البلاد والعصور بشتّى الوسائل وأنت هناك في مدينة ما، جالسٌ لا تُحَرِك سوى أصبعك الكسول لتقليب صفحات الكتاب؛ لمواصلة رحلة قائمة على مدار عدد صفحاتهِ.

هناك من يبحث عن المتعة ويحلُم باكتشاف العالم، تعيقه الظروف بجميع أشكالها؛ ماديةٌ كانت، اجتماعية أو صحية!
لا تيأس وتحزن هناك طاقةٌ للفرج بإمكانها انتشالك من حيث تركد مُكبَّل الأرجل و الأيدي.
إنها كنوع من السحر؛ لا أؤمن و لا يؤمن معظمنا بالسحر في واقع يبعد البعد التام عن العجائب والمعجزات؛ لكن القراءة سحرٌ مختلف عما قد يكون مُصَوّر في مخيلتنا عن تعريف للسحر.
يبدأ السحر باختيارك الكتاب المنشود ليرافق لياليك الوحيدة ليملأ عتمتها وبرودها.
عليك حينها إعلان استعدادك لتسليم نفسك لسطورهِ والغوص بينها.
سيحتاج استعدادك الروحي والمعنوي وتسليمك التامّ لنفسك واستسلام روحك.
والأهم من جميعهم ثقتك و اعتمادك على الكاتب ليروي لك قصة شغرت لياليه لنثرها على صفحات لتشاركهُ بها أنت يوماً ما. 
ستبدأ بفقدان التركيز عن العالم المتواجد رأسك بهِ لتدخل العالم المتواجد داخل رأسك.
لن ينال إعجابك جميع ماستقرأه من كلام داخلهِ، وهنا بالضبط تكمن ذروة جمال الرحلة. 
عندما شيء مما ذُكِر يستطيع أن يثير جدلا لتناقش عقلك وتعيد التفكير مراراً بوجهة النظر المختلفة من جهة لم تستطع رؤيتها من قبل.
ستجد الفرصة بهذا العالم لمناقشة أعظم الكُتَّاب، لن يكونوا مقتصرين على كُتَّاب عصرك، بل من مختلف العصور والأزمنة.
ستتكرر مواجهتهم لك الحقائق ووجهات نظر ستخترق عقلك لتتلاعب به بسهولة مطلقة، وفي النهاية إما ستنتصر أفكارك الثابتة أو سترفع رايتك البيضاء إعلاناً لاستسلامك والقضاء عليك.
 

 

مريم عابدين

إرسال تعليق

0 تعليقات