بوح لا يذكر






في أعتاب الليل، أنا
أتخبط.. أتكور 
أرتب خيالاتي التي تهذي 
وفي صدري تتبعثر 
ألتقط ظلال النجوم 
لأحيك معطفا من نور 
وكفا أخضر 
أصطاد شهب الضواحي 
وألحق تبانة الليل 
وفي المجرات أتعثر 
الكل نيام والنوافذ مللتني 
والشرفة باتت من أرقي تتذمر 
الشجر غاف.. والورد يحلم 
وعطر الليل ينفث أنفاسه 
والفراغ به يتعطر 
التمست ضجر الشال على كتفي 
وأحس بفراغ الوسادة المنمقة 
والسرير المرتب.. والحلم المتكرر 
النوم ينبذني.. والشتات يملئني 
ورابص على ضلوعي يتمختر 
صوت يدوي في رأسي 
وحرب تجوب أحيائي 
وأنقاض 
وأشلاء 
وشوق أشعث أغبر 
يا سمائي الظلماء 
غني لي.. 
ارسلي غيمة ناعمة.. 
تمسح على شعري.. 
تحكي لي حكاية حب 
وقدر 
ابعثي لي نسمة 
تداعب الأحلام العالقة في جفني
سأخبرها 
أني امرأة من نرجس.. 
في كل آن أتغير 
يبكيني ما يضحك 
وفي حضرة البكاء أتحجر 
سأخبرها 
أني طفلة تخطوها السنين 
ولا تكبر 
سأخبرها أني عجوز في العشرين 
تحتضر 
يا سمائي اصبريني 
وداوي تقلبي 
فالليل خلق للجنون 
والشتات 
والذكريات والصور 
الليل خلق لأمثالي
غرباء.. سقماء
وأمثالي.. يا سماء كثر.
 

 

فاطمة العبدالله


















مجلة أزرق - العدد 14

إرسال تعليق

0 تعليقات