أتعلم مدى حبي لك فأنت احتللت عالمي استوطنت كياني لملمت بعثرتي.
ضحكتك أصبحت من النغمات المحببة لقلبي ولمعة عيونك أصبحت ضوء حياتي.
لماذا لا تتفوه بأي كلمة يا مهند!.
أعلم أنك خجول، لا تجعلني ألوم نفسي على كلام الغزل هذا
لا تجعلني أخجل تريد أن أغازلك وأنت صامت.
على كل حال لا يهم هذا المهم أنك بجانبي
وقلبي يجاور قلبك.
هل سمعت حديثها أيها الطبيب؟
كل يوم وفي تلك الساعات الطويلة تجلس وتتحدث مع مهند تبكي بصوت مرتفع وتضحك بقهقهة.
كلّما أرادت تناول الطعام تأخذ قدرين له ولها.
تطلب مني طهو بعض الأطعمة بناءً على أنه يحبها
نظر لي متسائلاً يا أم محمد لقد تفاجأت للتو!
ولا أستطيع أن أحدد لك حالتها ومدى خطورتها إلا عندما أجلس معها أيها الطبيب منذ أن مات مهند وهي هكذا كل يوم تذهب للتسوق، عندما أسألها تجيبني أنها تجهز لحفل زفافها في الشهر القادم، أنا قلقة عليها.
لاتقلقي سوف أفعل ما بوسعي أريد منك أن تأتي غدا إلى عيادتي ومعك مريم.
حاضر أيها الطبيب مع السلامة شكرا لك.
غادر الطبيب جلست تراقب مريم من بعيد وبدأت بالبكاء.
في اليوم التالي:
يا مريم هل جهزتِ؟ انتظري يا أمي فإني أتكلم مع مهند
يا مريم هل جهزتِ؟ انتظري يا أمي فإني أتكلم مع مهند
لا تتأخري يا ابنتي
ذهبت والدتها متسللة بهدوء إلى باب غرفتها سمعتها تتكلم.
إنني أكره أمي تنعتني بالمجنونة وسوف تأخذني إلى الطبيب ظنا منها أنني مريضة.
لا تقلق يا حبيبي فأنا أتحملها بسببك وعندما نتزوج لا أريد زيارتها.
قاطعتها أمها هيا يامريم تأخرنا، ذهبتا مسرعتين إلى عيادة الطبيب وقبل بدء الجلسة
نادت أم محمد الطبيب وأخبرته عما تفوهت به مريم.
الطبيب:حسناً لا تقلقي اجلسي هنا وانتظرينا.
أهلا وسهلا بك يامريم أنرت، كيف حالك ؟
مريم:الحمد لله بخير (ردت بتكبر)
الطبيب: كيف حال مهند؟
مريم: عيونها بدأت بالتكلم قبلها الحمد لله هو بأحسن حال ونحن الآن نجهز لزفافنا وهو في الشهر القادم إنني أنتظر ذلك اليوم على أحر من الجمر
الطبيب: سأكون مدعواً؟
مريم: بخجل سوف تكون أول المدعوين شكرا لك
الطبيب : وكيف حال والدتك إنها سوف تكون حزينة لفراقك!
تغيرت ملامحها فجأة مجيبة بسخرية.!
والدتي أنا أكرهها وهي لا تحبني تظنني مريضة حتى إنها أتت بي إليك لتعالجني، دائما أسمعها تقول لأبي أن مهند مات بالحرب وأنني جننت!
الطبيب: بقهقهة والدتك تحبك وأنت تظلمينها،
المهم ماذا لديك بعد، أحببت حديثك.
مريم انتظر قليلا أيها الطبيب فإن مهند يرن عليّ.
صمت الطبيب لعدة دقائق كلام غير منطقي وغير مفهوم، أغلقت الهاتف وهي مسرورةٌ جداً.
الطبيب: ماذا هناك!
مريم; لقد كان مهند وأخبرني أنه يريد الزواج بي مساء هذا اليوم ولا يريد حضوراً فقط أنا وهو، لأنه يشتاقني كثيراً.
الطبيب: بنظرة رعب جميل جداً مُبارك
طُرق الباب.!
تفضلي..
أُم مُحمد:كيف حالكم أرجو أن تكونا قد استمتعتما بالحديث،
نظرت مريم نحو والدتها وغادرت مسرعة.
الطبيب :يؤسفني أن أقول أن حالتها خطرة وصعبةٌ جداً، سوف أبذل ما بوسعي لكي أخرجها من دوامة مهند
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم بدت ملامح الحزن عليها
الطبيب: تفائلي بالله أنتظركم غداً في نفس الموعد
أم محمد :إن شاء الله
عادتا للمنزل دخلت مريم اعتزلت في غرفتها.
ذهبت أم محمد لتحضير الغداء فقد أوشك أن يحل الظلام وأن يصل زوجها.
حضرت الطعام وذهبت لتقرع الباب على ابنتها
لا تجيب!
يا مريم نادت ثلاث مرات ولا أحد يجيب حاولت فتح الباب لم يفتح.
ذهبت مسرعة تنادي والدها، تعال انظر مريم أغلقت على نفسها الباب وأحكمت إغلاقه.
حاول الأب كسره مرة اثنتين ثلاث فتح الباب وكانت الصاعقة، مريم ترتدي فستاناً مرصعاً بالأحجار البيضاء وتزين نفسها بالبهرج.
تتمايل متراقصة لا تبالي بوجود والديها تتحدث كلمات مرعبة.
يا ابنتي ماذا حل لعقلك. لا تجيب مريم!!
مريم: أعلم أنك اشتقت إلي يا مهند، فأنا أيضاً اشتقت لك في كل يوم أنتظر عودتك، أنتظر حفل زفافنا الأسطوري الذي وعدتني به أتعلم حجم الألم داخلي؟
كأنك وضعت جمرة اتقدت من نار البركان منذ ملايين السنين وضعتها داخل قلبي وفي كل يوم تحرق جزءاً من أحشائي.
تتفوه مبتسمة لا يهم ذلك المهم أنني سوف أراك اليوم ونتزوج لنبني حياة السعادة التي لطالما تكلمنا عنها.
بدأت خطوات مريم بالبطء والثقل بدا عليها.
قائلة: إنني قادمة إليك يا مهند.
لتسقط على الأرض عاجزة عن الحركة.
لتسقط على الأرض عاجزة عن الحركة.
تذهب أم محمد مسرعة تتصل بالطبيب: أرجوك تعال بسرعة لا أعلم ما حلّ بابنتي!
بعد عدة دقائق يأتي الطبيب مهرولاً ليضع يده على مريم يحاول أن يوقظها ولا تستجيب لتسابقه نظراته إلى منضدتها ليرى ظرف الدواء لقد تناولته كله!
تبدأ أُم مُحمد بالصراخ ماذا حل لابنتي أيها الطبيب.
الطبيب والكسرة تعلو وجهه: لقد مات مهند وذهبت خلفه مريم هو مات برصاصة أصابته في قلبه.
وهي ماتت بمهند فقد أصاب قلبها.
هدى الخالد
مجلة أزرق - العدد 14
0 تعليقات