إلى سارة زهني..
إلى الأمل؛ ولأن الأمل حياة، والحياة لاتدوم بلا أمل.. بدايةً وصلتني رسالتكِ يا سارة، لم أقرأها بلساني، بقدر ما قرأتها بقلبي. كنتُ أنتظر رسالةً كهذه لتمنحني دفعةً جَديدة لمقاومة الحياة، لرؤية خيطٍ من الأمل المتواري في الغياب. أريد أن أتشكركِ لأجلها. وأريد أن أعتذر منكِ نيابةً عن الحياة، أسفٌ لأنها لم تمنحكِ ولو قليلاً من السعادة، وكانت قاسية برعونة معكِ. انه لأمر مضني أن تكبري قبل الأوان، أن تعيشي على الهموم وتكَبري مع الألم، أن تحملي ندوباً في روحكِ لا تندمل بسهولة. لا عليكِ فكما قلتِ: إن الله يسمعُ ويرىَ، وهو وحده من يمنحنا الصبر في ظروفنا هذه. ليسَ في حوزتي كلمات تعزيكِ وتطبطب على قلبكِ وتكفكف دمعاتَ روحكِ، كما فعلت كلماتكِ. فأتمنىَ أن تكون هذه الكلمات المقتضبة كفيلة ولو بجزءً ضئيل من مسح الحزن والألم عنكِ. سارة، المدللة، صغيرتنا في هذهِ المبادرة، وكبيرتنا في الأسلوب والكلمات، طالما أعجبني اسلوبك في تنظيم الجمل وتهيئتها لتكون لقمةً سائغة للسان القارئ وقلبه، وإصراركِ على بلوغ الهدف رغم المشاغل والضغوطات. أتمنى في الرسائل القادمة، أن تكون الحياة قد أشرقت في وجهكِ، وأن تتبدل همومكِ سعادة وغبطة، وأن تعودي إلى مدينتكِ -حلب- المدينة التي يساق القلب نحوها سوقاً. أستودعتك الله، وقلبكِ الذي لا يستحق سوى الفرح.
بقلم: مؤمن الرمضان
الجمعة 29/11/2019
#أدب_الرسائل
0 تعليقات