عندما قرأت عنوان الرواية للمرة الأولى، توقعت أنّ الرواية ستكون عن بلال الحبشي فقط،و لكن رواية تتألف من 386 ص، لن تدور أحداثها فقط حول حياة بلال الحبشي رضي الله عنه.قصه الكتاب كانت غير متوقعة لأنها؛ لم تكن مجرد سرد لسيرة الصحابي بلال بل قام الكاتب بجمع أحداث متعددة عن تاريخ الشرق الأوسط ،و ربطها بأحداث أخرى كما أنه جمع بين الأمل، والألم بين الماضي،و الحاضر بين مكة و نيويورك .و السؤال : هل هي موجهة لمحاربة الإلحاد ،أو لوصف طريقة تفكير الملحدين، أو أنّها رحلة معاناة لطفل مع السرطان أو رحلة بؤسٍ لأُمٍّ ستفقد طفلها وحيدها أم أنها سيرة بلال بن رباح رضي الله عنه ؟هل هي رواية درامية اجتماعية،أم دينية تاريخية، إنسانية وجودية ؟في الواقع هي كل هذا (فهي تضم كل هذه النقاط و تناقشها) تدور أحداث الرواية بأحد أكبر المدن في الولايات المتحدة الأمريكية و هي نيويورك .رواية أكثر من رائعة لأن؛الكاتب قام و بطريقة ما بربط أحداث قصة الصحابي الجلي بلال بن رباح رضي الله عنه مع قصص بعض الشخصيات و مع قصة بلال النيويوركي بطل الرواية الرئيسي بطريقة عميقة و جميلة جداً . الطفل بلال أصيب بسرطان الدماغ،و هو بعمر الزهور الذي لم يتجاوز الأربعة عشر عاماً، فقد ربط الكاتب بين ما يعانيه الطفل بلال و بين ما عانه الصحابي الجليّل،و بين ما ورد بكتب التاريخ عنه، و عن مواقفه و قام بجمع،و ربط الأحداث المُأثرة التي مرّ بها كليّهِما .لقد عانَّ الطفل بلال من الاضطهاد،و التنمر من قبل زملائِه في المدرسة،ولكن ما إن أتى السرطان و دخل حياته؛ليقلبها رأساً على عقب فقد كانت نسبة نجاته 0 %، أيّ أنَّ أيامه ستكون معدودة في الحياة . و لكنه و بالصدفة شاهد صوراً و إعلانات في نفس اليوم،الذي اكتشف به أنّه مصاب بالسرطان إعلان لفيلم يحمل نفس اسمه . فيلم للصحابي الذي حمل اسم الطفل بلال،منذ شهقاته الأولى في الحياة .مما حمَّل بلال الفضول،لمعرفة معنى اسمه الذي سَمَّاهُ به أباهُ منذ نعومة أظافره،و ليعرف من كان بلال تواصل مع الكاتب أمجد (أمجد كان ملحد من أصولٍ عربية و لكنه وُلِدَ في أميريكا) و يخبره بأنه سعيد جداً لأن ؛هناك فيلم سيحمل اسمه،و لكن لسوء حظه أنّه لن يبقى على قيد الحياة ليوم إخراج الفيلم و عرضه في دُور السينما و لكن أمجد اعتذر منه لأنّ؛هذه أسرار عمله،و هكذا ينص العقد بينه و بين القائمين على العمل،و لكنه عقد اتفاق بسيط مع بلال لأنه؛لن يتمكن من رفض طلب لطفل أيامه معدودة على قيد الحياة .الكل سيبدأ بالتساؤل على ماذا ينص الاتفاق بين بلال و أمجد ؟هل ستأثر قصة الصحابي بلال رضي الله عنه على حياة الطفل بلال ؟هذا ما ستجدون جوابه في طيات أحداث الرواية .لكن كمفتاح لحل اللغز سأكتب هذه الجملة الذي ستساعدكم ربما لتوقع الأحداث بطريقة أفضل 《 شيفرة بلال: (بلال) خلّد تاريخه و أنار الطريق لكُثُرٍ أتوا من بعده (لكن يا تُرى أيُّ البلالين؟) 》 .طريقة سرد الأحداث في الرواية كانت سلسة جداً و منظمة فالكاتب ركز على دمج المواضيع الذي اختارها بسكل سلس و منظم .الرواية كانت غنيّةً جداً بالأحداث التاريخية و كانت مُحمّلةً بمعلومات عن شخصيات كثير لكن أهمهم كان بلال بن رباح رضي الله عنه الذي كان رمزاً للحرية و كونتا كنتي من رواية جذور الذي تدور حول العنصرية بين البيض و السود أيضاً بها الكثير من الرمزيات المهمة .كما كانت الرواية غنيَّةً أيضاً بكَّمٍ هائل من المشاعر .فصول الرواية كانت بأسماء الشخصيات الرئيسية، فكان عند كل فصل يتم سرد الأحداث و الأفكار من وجهة نظر الشخصية ( السارد) و الذي أدى لفهم أحداث الرواية من وجهة نظر جميع الشخصيات .الرواية علمتني كيف أصنع من الضعف قوة، من الموت حياة و من اللاشيء كل شيء و أنَّ ليس هناك أحدٌ ضعيف سِوى مَّن يُخيَّلُ إليهِ ذَلكو سأكرر ما قاله بلال: ما دُمنا نعاني بكل الأحوال، فلنجعل لمعاناتنا معنى
رواية: شيفرة بلال
الكاتب: أحمد خيري العمري
بقلم: ياسمين غضبان
0 تعليقات