لوهلة حسبت أن لا نصيب لي في قراءة هذه الرواية في كُل يومٍ أجول مواقع التواصل أقرأ مراجعات الناس واقتباساتهم عنها بحسرة لا ترحل وحزن يختبئ داخل أضلعي وسط قلبي
حتى شاء الله أن احصل عليها من صديقة و الآن أصبح الدور عندي
توقف المشهد هُنا على السطر الأول كيف سأدون ما عشته وتعايشته وسافرت وعدت معه ضمن دفتي هذا الكتاب.
إنها الصفحات الأولى تعرض أمامي، شعرت أنني أتجول في متحف مليئٍ بالتحف واللوحات القديمة.
أشياء عديدة نعجز عن وصفها لإن شدة الجمال فيها وصلت حدودها.
الذئاب كثيرة كأنها بشر تمشي على قدمان تتحدث وتتصرف مثلنا، لكنهم يختلفون عنا بأنهم لا يستطيعون التخلي عن طينتهم التي جبلو بها.
الجميع يعرف يوسف عليه السلام وقرأ قصته ومنهم من كتبها لينقل لنا أحداث هذه القصة وتفاصيلها بصورة أدق.
لكن برواية الرائع أيمن العتوم تجد فرقًا شاسعًا اختلافاً كبيراً عن بقية الروايات التي ذكرت أحداث نبينا الكريم يوسف حيث أنك تنتقل من الواقع المسموع إلى الواقع المحسوس بسلاسة ومرونة، بدقة ووضوح گالشمس.
إنها لغة أيمن العتوم الخاصة حيث أنه نقلنا إلى عالمٍ آخر تمنينا ألا نعود منه.
تزينه قوة اللغة، وتحوطه لذة الأسلوب، ليتناول في روايته كل أنواع الجمال وأرقى المفردات. للشغف أبواب، وللروعة دروب فكيف استطاع هذا الكاتب أن يختار أفضل الأبواب والدروب وتمكن من نقل مجريات تلك القصة بسلاسة وترابط، حتى أنه لم ينسَ أدق التفاصيل.
سبحانه الخالق الذي خلق يوسف و نقل لنا مجريات حكايته في كتابه جلى وعلا.
ثم جاء العتوم ليوثق تلك القصة بروايته فقدمها لنا مزينة ومرصعة بأثمن الجواهر والحلي.
كان للعتوم ومضته السحرية في قصة الذئاب، العسعاس والأطحل، وقطعيهما.كيف تغنى بمفرداته، وكيف تنقل كغزالٍ في أساليبه، جعلنا نعيش بين الذئاب و نحبو حبوهم ونخطو خطاهم.
لن أبحر في التفاصيل أكثر، ولن أفصل في المفردات أكثر، فلو بدأت لن أنتهي. يكفي لي ان أقول هيّ رحيقٌ مصفى من جمال ياسمينة شامية في عز صباها.وأصبح الدور عندك ان تعيش هذه الرحلة، وتدخل في مجرياتها
الرواية أمامك مفتوحةٌ أبوابها تنتظر قدومك، لذلك لا تتأخر....
-مراجعة رواية أنا يوسف
للكاتب : أيمن العتوم
كتابة: رامي دعبول
0 تعليقات