كيف نختلف


ديسمبري الميلاد، سعوديُ المنشأ، داعية إسلامي ورجل دين ذو شهرة واسعة اعتقل العودة لإتهامات عدة منها؛ تحريضه ضد نظام الحكم، والكثير منها لم يكن أول إعتقالٍ له، بل اعتقل عام ألف وتسعمائة وتسعة وتسعين، وقد انتقل إلى سجن الرياض وعيشه خلف قضبانه؛ مما أدى إلى تدهور في حالته الصحية، وقد أعدم سلمان العودة منذ خمسة أشهر أوضح سلمان في كتابه _ كيف نختلف؟_ الجانب الديني لحياة المسلم أو لمن أراد أن يقتدي بالإسلام؛ فأهمية كتابه أهمية دينية تسلط الضوء على الشريعة، والإختلاف والعلماء أيضاً.قسّم كتابه لستة فصول مما أثار إنجذابي وجعلني ألتهمه بشغف جائع_أمة واحدة كان عنوان فصله الأول: والذي سرد فيه قصة سيدنا آدم عليه السلام وزوجته حواء وكيف أخرجا من الجنة بأكل تلك الثمرة التي هوت بهما إلى أرض الله الواسعة.وقد نزل قوله تعالى كنتم خير أمة؛ أي قصد بها أنهما لم يخرجوا ليعيشوا لهمومهم فحسب بل كانوا خير أمة للبشرية.لخص سلمان هذا الفصل في أربعين صفحة _أما فصله الثاني: فكان ضمن عنوان "سنة الإختلاف"كانت الخلافات كثيرة وقصد بها خلافات دينية، تحصل بين المسلمين كافة؛سأتطرق لعد بعض أمثلة أعيانمثل: زكاة الفطر عن كل صغير وكبير، حرٌّ أو مملوك،وكذلك في مسألة الميراث، واختلافهم في جواز ميراث المسلم من الكافر وبعد بحث من المجتهدين عن تلك المسألة تبين ورود نص عن قوله صل الله عليه وسلم (( لا يرث المسلم الكافر، ولا الكافر المسلم )) _الفصل الثالث: سبب إختلاف العلماء،فالعلماء هم رأس الأمة والشريعة الإسلامية؛ وأقصد بالعلماء الذين أخلصوا، لله وكتابه ورسوله الكريم منافين العلماء الجُهال، الذين يأخذون بظاهر التدين والملتحين الذين لا يفقهون من الإسلام شيئاً.ولا بد لكل عالم أن يختلف عن غيره، فمثلاً جاء الإختلاف في كيفية الإستئذان عند دخول باب أحدهم أو عن كيفية الوضوء، وكذلك جاء إختلاف عن المرأة المعتدة المطلقة طلاق غير رجعي، إن كانت ستمكث ثلاثة قروء واختلف بعضهم في تفسير كلمة القروءكمثال آخر: إختلاف الظروف و البيئات، كالذي بال في المسجد وهلمّ بعضهم ليضربوه ويطردوه لكنّ الرسول صل الله عليه وسلم نهاههم وقال: اتركوه، ثم أمر بسجل من الماء فأرقه عليه _الفصل الرابع: كيف نختلف؟ما الذي نحتاجه لأدب الخلاف...؟التحدث بهدوء تام ومحاولة إستيعاب الطرف الذي يقابلنا، كما أننا يجب أن نختار المفردات اللفظية الغير الفظة، لنتحدث بها ونطبقها كنظرية أوليه أساسية في حياتنا، ولكن قلما يطبقها. قد غزت مواقع التواصل الإجتماعي عصرنا الحالي حيث أضحينا نعرف من خلال إحدى التطبيقات حالة الشخص الذي يمر بها، انقطعت صلة الرحم حيث أصبح الإطمئنان على ذي القربة من خلال مكالمة هاتفية تُبتدأ بالسلام وتُختتم بخصومةٍ.مجالسنا أصبحت متناقضة؛ من حيث إختلاف الآرء ووجهات النظر،اجتاحت البعض كوارث، عدة حتى وصلوا لمرحلة التشويه والدسّ في سمعات الناس، كقولهم (فلان مات فإلى جهنم وبئس المصير)أو فلان كافر منافق...الخفكيف نختلف نحن عزيزي القارئ...؟نختلف نحن؛ إن تجنبنا حدوث تلك الأشياء بتجنبنا مخالطة الأشخاص الذين يحملون طابعاً فظّاً، ليكون طبعنا ليّناً إذا تهاوى أحد المقبلين إلينا استقبلناه بصدرٍ رحبٍ بكلمة لينةٍ كلبنةٍ خصبةٍ_الفصل الخامس: الإختلاف _المحمود والمزموم_ وهنا سلط العودة الضوء، على التفريق بين التفرق و الإختلاف فالتفرق: مذموم فلا يقع إلا في مقام الذمأي أن ينقسم الناس إلى فرق وهنا استدل بشاهد قرآني (( ولا تكونوا كالذين تفرقوا ))ورود النص القرآني في ذكر التفرق؛ هو تذكرة وتنبيه من الله تعالى على نهي التفرقوالإختلاف: إما يأتي كفعل مذموم أو مقام العذر _عدم المؤاخذة_وهنا يأتينا الله تعالى بشاهد قرآني آخر (( واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات ))أي؛ أن هنالك لفتة ربانية على أن الإختلاف: إما أن يأتي كفعل محمود ومذموم، أو أن يكون فيه من يعذر ومن لا يعذر.والشواهد كثيرة ضمن سياق النصالفصل السادس والأخير عزيزي القارئ: وحدة الصف لا وحدة الرأينقسمها بدايتها لقسمين :_وحدة القلوب_ لا وحدة العقولفبوحدة القلوب تعني سلامة للصدر من الشوائب وعمق الإخاء.أما بإختلاف العقول فلا بد منه، لا يمكن للبشرية أن يكون أفرادها بالعقل سواسية، فبإختلاف العقول إبداع وتمييز فوحدة القلوب؛ بالصفاء والحب. ووحدة العقول؛ بالتمييز والتفرد.فما هي العقبات التي تواجه وحدة الصف...؟سنذكر مثالا واحدا ورد في الكتاب_ تنزيل النصوص على غير وجهها؛ أي اعتبار تلك النصوص الواردة في شريعة تنطبق فقط على جماعة معينة ما المقصود _بمحاكمات شرعية_ ؟_المحفوظ الذي لا يمكن تغييره ولا تبديله_الواضح المفسر المبين غير الغموض_الأصول الثابتة والمراجع التي ترجع إليها الفروع، ويعاد إليها ماخرج منها، فهي أصول يتفرع عنها غيره









أسم الكتاب: كيف نختلف؟





الكاتب : سلمان العودة





بقلم زهراء قريع


إرسال تعليق

0 تعليقات