في الّبداية سأتحدث عن "شيفرة" تبدوا كلمة، تحتوي الكثير من الغموض والفضول، لماذا اختارها الكاتب ؟لماذا استخدم كلمة "شيفرة" ؟ لنعرف في النهاية ما كانت إلا حل لكل لغز في حياة بلال الحبشي ،وحياة كل من دخلو رواية العمري ، إنها حقاً شيفرة "الحرية"شيفرة بلال .
في هذه الرواية بدأ الكاتب في الحديث عن صبي مراهق يصارع مرض السرطان ، على الرغم من ألمه ووجعه وعذابه ، كل المعاناة التي ذاقها ؛ إلا أن المرض كان البداية لكل شيء …
فتبدأ الحياة الحقيقة من هُنا، يمر في ذهننا أنه إِقترب على الموت لا على الحياة، لكن ما حصل مع بلال الأمركي كان كان مختلفٌ تماماً.
قال بلال : " ما دُمنا نعاني بجميع الأحوال فلنجعل لمعاناتنا معنى "
إيميل صغير كان في محض الشك في الرد عليه ، كان سبباً في تغيير حياة بلال والكثيرين..
يبدو مثيراً للإهتمام، أن يتأثر صبي مراهق في شخص مضى عليه أكثر من( خمسة عشر قرناً على الاقل) ، وما يثير الإنتباه أن بلال الّحبشي لم يكن عبداً ضعيفاً كما يُخيل لنا ، فنحن نعلم أنه كان عبداً أسود عاش في ُذلٍ تحت عذاب أُمية ، لكن في الرواية يوضح لنا الكاتب حقيقة لا نعلمها أو لم نُدركها ، أنه كم كان قوياً قوته وصموده وإيمانه هي من جعلت منه رمزاً تاريخياً دينياً لا يُنتسى ، ونلاحظ كم كان ذلك له تأثير إيجابي على بلال الأمريكي الذي جعل من بلال الحبشي قدوة له ، رغم ضعفه ومرضه إلا أنه استمد قوته، من شخص لا يعرف عنه غير أنه مثل إسمُه هذا ما جعل فضولَه يبحث أكثر ، حتى أصبح قدوتهُ فيما بعد..
اهتمَ الكاتب في قضيايا عديدة جعلها محض لفت للإنتباه والتساؤول" الإلحاد ، الّعبودية ، الْسرطان ، بلال الّحبشي وبلال الأمريكي" سنتفاجئ بلقوة التي استطاعت تغيّر حياة، كل من في الرواية حتى حياتنا نحن ، رواية ستجعلُنا نتألم ونحزن ، ونبكي ومن ثم ستجعلُنا نشعر بلقوة الحقيقية ، و يَبرُز هنا ذكاء الكاتب، في اختيار قصة تاريخية دينة ، بدمجها مع أحداث واقعيه من الحاضر ، نظراً لإختلاف الّعصر والْزمان، إلا أنه جعلَ منها رواية تاريخية معاصرة، ليتداخل العصران في رواية واحدة .
على نحو الشخصي :
هي أكثر من رواية، عند قِراءتها شعرتُ بعجزي شعرتُ أن هنالك أُمية لم يُقتل بعد ، لم أنتصر عليه فعلاً ، كنت أُريد ان أملك نصف هذه القوة التي يمتلكها بلال الّحبشي التي لم تكن سوى شيفرة كان علينا حلها لتصبح " أحدٌ أحدْ " هي نفسها التي كانت شيفرة بلال الأمريكي.
علينا أن نعمل لهدف ولسبب ما ؛ كأننا سنموت غداً وأن نعيش كأننا سنعيش إلى الأزل ، وبذلك ايقنت أيضاً أن الحياة الحقيقة تأتي بعد موتنا ، قد تكمن في الأثر الطيب الذي نتركه ونرحل الّبصمة خاصتنا التي لا يمتلك مثلها أحد .
الكاتب: أحمد خيري العمري
رواية: شيفرة بلال
بقلم: إيناس رويس
0 تعليقات