إليك يا جاد


٢٥/تشرين الثاني/٢٠١٩





إليك يا جاد..





السلام عليك يا من هجرتني..





لا تهمني بدايتي أياً كانت، فعليك بتفهمي، سأقوم بسؤالك عن الحال..؟ لكن لن أخبرك عن حالي فلم تعد حالي تهمني، أكتب إليك هذا بعد مدة تتجاوز القرون على قلبي، منذ مدة لم أسمع عنك شيئاً، أرح فؤادي يا معذبي…





أنا الآن قد صرت في السابعة عشرة من العمر، لا أعلم إن كنت تحصي هذا حتى..!





ما زلت ابنة الريف كما ولدت، ولكن طغت المدن على طبعي..





أتذكر تلك الجبال التي كنا نتسابق عليها في قريتي؟





انحدرت ظروفي يا ملهمي، ها أنا الآن في جوف سهلٍ يكاد بعبقه يخنقني..





لربما أكاديمياً انا في المرحلة الثانوية، اي ما زلت طفلة في نظر الجميع..





ولكن أظن أن جملاً كهذه لاتكفي لتحكم على عقلي، أنا الحرب هي من بنتني، عقلي عجوز..! أهانته الحياة فزادته حكمه، عشت الكثير من بعد الرحيل يا راحلي..





كلماتي هذه تنبت من وسط الدمار، فلربما هناك من يقوم بإصلاح الأبنية وإعادة الإعمار، ولكن من يعيد الأرواح لما كانت عليه..؟؟!





إن عدت لن تعرف البلاد حتى، باتت بالية لا روح فيها..





تحطمت آمال الشعب يا أملي، ضحكاتنا تتعالى ولكن سببها الملل..!





والله قد مللنا الحرب يا جاد، باتت أصغر الأشياء تضحكنا، وأشد المصائب لم تعد تبكينا..!





كتبت لك ما يجول في خاطري، لكن ما زال هناك الكثير ..





واجبٌ علينا اللقاء، واعلم بأنني أرتب الأحاديث حتى ذلك الموعد





_سبيلان للخوضِ لا ثالث..





إما أن أهاجر يا جاد، أو أن تعود لتروي أرضنا العطشى..🖤





-في انتظارك عزيزي





سلام الخطيب

إرسال تعليق

0 تعليقات