اولًا ما هي الأخلاق؟ صفة يجب أن يتحلى بها جميع البشر على اختلاف أجناسهم وعقائدهم، لتعكس عن الإنسان أبهى صور التحضر والرقي وحُسن السلوك، ولا شك أنها ضمن قيمنا الإسلامية، التي تحلى بها من قبلنا أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، بجانبه الصحابة رضوان الله عليهم.
لكن في عصرنا هذا بدأت الأخلاق تتحلل شيئًا ف شيء إلى أن تلاشت تمامًا عند البعض ويمكننا أن نقول أنها نسبة كبيرة جدا على الصعيد الغربي أولًا ومن ثم العربي، مما قد يفسد صورة الإنسان أمام نفسه ومن ثم المجتمع، من منا لم يُعجيب ذات يوم بشخصيات من أناس ربما مختلفون عنا جدا ولكن أخلاقهم صنعت الفارق، الأخلاق ركيزة أساسية لازدهار الشعوب قلبًا وقالبًا، ووصولها للقمة، لكن حينما بدأت بالتدهور أصبح يتدهور وراءها مُجتمع بأكمله، مما تُخلف فساد عارم يُصعب علينا سيطرته، وقد تؤدي إلى متاهات نحن بغنى عنها،
على سبيل المثال قد تحدث جرائم شرف تروح ضحيتها آلاف الفتيات نتيجة فساد الأخلاق! وقد يموت آلاف الشبان من وراء تعاطيهم المخدرات والممنوعات أيضا نتيجة الفساد
لو تفكرنا لِبرهة بكمية الفساد الذي تُخلفه الأخلاق الغير حميدة سنُعجب حتمًا، ونشعر بسخافة كل الأشياء التي أتاحت فرصة للشبان والفتيات أن ينغمسوا في عالم الفساد اللا مُتناهي
الذي يقودنا إلى الهلاك، والتراجع في شتى المجالات الحياتية.
ومن أسباب هذا الفساد الذي أصبح كغيمة سوداء فوق مجتمعاتنا سوء التربية، كل شيء يُبنى بطريقة خاطئة غير سوية سيبقى كما هو استحالة ان يتغير، أما مؤخرًا فهو أصبح يرتبط بشكل كبير في التطورات التكنولوجية المُخيفة التي أصبحت تغزوا العالم، ولا شك أن نجم الحديث هو الإنترنت عالم وسيع المدى يحتوي إيجابيات وسلبيات، وللأسف يُصعب السيطرة على أشخاص بدأت مراهقتهم وبأيديهم هواتف تحمل بداخلها أسرار لا تُعد ولا تحصى لكنها مكشوفة لأبعد حد يمكن تصوره ومن أسوأ مخاطر الإنترنت أنه يحتوي على مواقع إباحية، تعرض أفتن ما قد يراه مراهقي ومراهقات اليوم، وغالبًا يوضع علامة +18، لنقف هنا للحظة ونتفكر هل +18 تعني انه متاح لنا الرؤية؟
بالتالي هذه المشاهد لا تذهب حال انتهائها قد تبقى في الذهن سنين عديدة، لتبدأ تسيطر على صاحبها مما تكسبه أخلاق فاسدة تقوده الى الدمار الشامل.
في الختام لا ننسى أن الخير في أمتنا إلى يوم القيامة،
ولعلنا ندرك مدى أهمية الأسرة في التنشئة الصالحة لأطفالهم منذ الصغر، ليصبحوا أمة واعية ومتيقنة أن عقولنا فقط هي التي يجب أن توجهنا وليس أمه غربية تَدعي التطور ومواكبة العصر.
نور جرادات
مجلة أزرق - العدد 14
0 تعليقات