أحلام مستغانمي، أديبة وروائية جزائرية ولدت في تونس عام 1953، من أوائل الأديبات الجزائريات اللواتي كتبن باللغة العربية، وكانت على لائحة أكثر مائة شخصية مؤثرة في العالم العربي لعام 2009، وتعد رواياتها من الأكثر مبيعاً في العالم العربي .
تسرد رواية الأسود يليق بك تفاصيل ومواقف أحداث صراع بين فتاة ورجل، نشب عقب قصة حب بينهما. وتتنوع ساحات وقوع الأحداث في الرواية، لتمتد بين سوريا والجزائر. ونجد أحلام، مع تلك المحطات، تواصل الوصف والتعبير، بلغة شاعرية ذات إيقاع موسيقي تعكس دلالات بحتة عن حياة الإنسان، في متاهات الحب والصراع، ذلك خاصة في البلدان العربية التي تتجذر فيها حكايات معاناة المرأة في مجتمعها، والذي يهدد مصيرها غالباً .
بالنسبة لغلاف الرواية أحببته ومناسباً جداً للرواية بما يملكه من أزهار التوليب بنفسجية اللون مائلاً للأسود والحروف الجذابة
رواية تخلق المعجزات العاطفية بين قلبين يقفان على بحر الحب، هذه الرواية صنعت الحب وبلورته بطريقة مربكة ومشوقة، هي أشبه بخريطة لقلب الأنثى التائه، وعلى الآخر أن يجد طريقاً مبتكراً للوصول إليه، الأسود ذلك اللون الفاتن الذي ارتدته الحبيبة وكانت إطلالتها تليق بها فعلاً، اللون الذي أخذ يجملها في عين رجل واحد، ليصبح الأكثر جنوناً، الأكثر وجوداً في ذاكرتها.
رؤية الرواية قائمة على الانتصار للحب، والمرأة، ما يهم مستغانمي هو أن تقف المرأة شامخة بعد كل سقوط، أن تحافظ على كبريائها بعد كل الانكسارات، أن تبتعد عندما تشعر بالخطر، ثم تنبعث من جديد بروح أخرى، ونجاحات عظمى، وحتى نكون منصفين فإن الكاتبة برعت حقيقة في المعاني العميقة، والوصف المدهش، إذ نجدها تقول:
♡ الجميع حولها يملك أكثر من وجه، وهي تواجه الحياة سافرة، إنها تطالب بحقها في امتلاك قناع ♡
بالنسبة للشخصيات الرئيسية في الرواية :
• هالة الوافي: تلك الفتاة التي ارتدت السواد، وبذلت للحب ما تملك ومالا تملك، هي تلك النجمة الساطعة في الرواية، معلمة الصف، تلك التي كان صوتها يُعلى بدروس الأدب واللغة العربية، قبل أن ترحل إلى سوريا، موطن والدتها، لتسير مسرى المسرح وتصبح مطربة ومغنية.
• طلال هاشم: رجل الأعمال الذي تعلق قلبه بتلك المطربة التي رآها لأول مرة في لقاء تلفزيوني، فاندمج بعالمها مستعملاً كل أساليب الجذب والحب، لم تفصح أحلام باسمه إلا نادراً، كان منغمساً في الثراء والغِنى .
مستغانمي في هذه الرواية صنعت الحب بين مطربة عادية ورجل ثري ظل يلاحقها كالمجنون بوروده الاستثنائية وكأن الهدف؛ من كتابة هذه الرواية هو صناعة الحب، وخلق المعجزات بين الطرفين، "الحب في الرواية جاء بصورة مشوهة، الحب الذي يخبأ عن الأهل والناس الذي يبدأ بهاتف، وينتهي بفندق، الحب الذي يرتكز على خيانات ولا يطرق الأبواب، خيانة الأهل الزوجة، بل وخيانة الحب نفسه”، هذا الحب المليء بالتناقضات، الحب الذي يخالف التفكير المنطقي بين التقاء رجل وامرأة، في ظل المحافظة على جزء من الشرف بطريقة تدعو للذهول، هذا الحب الذي تجلت فيه المبالغة ومحاولة الابتكار، لم يكن جديداً كان مكرراً بأسطورة من المفردات والعبارات التي تصيغها أحلام مستغانمي
الأسود يليقِ بكِ تعد الرواية الأخيرة لأحلام رواية الفجيعة والموت، رواية الحب والحياة والأمل والتجدد، رواية ذبول وردة تتشبث بأرضها لتنبت وتزهر من قلب الرماد وتعطي رائحة الأمل والنجاح.
الرواية: الأسود يليق بك
الكاتبة: أحلام مستغانمي
كتابة: نورا خطاب
0 تعليقات