رسالة أخوة






المرسِل: خالد العمر/إدلب
المرسَل إليه: أحمد العمر/تركيا
التاريخ: السادس من كانون الثاني لعام 2020





السلام عليكَ من أرضٍ فاقدةٍ للسلام معطاءةٍ له، إلى بلادٍ نسمع أنها تُشيعه.
السلام على من يحمل اسمًا محمودًا وقلبًا مهمومًا وفكرًا مشغولًا.
دعواتنا لكَ من عائلةٍ لم يغادرها مكانك مذ ذهبت وإن قلّ سؤالها، ولكنّك تعلم الحياة هنا كيف تسبقنا دائما، لا نحن قادرون على لحاقها ولا نحن نرضى الاستسلام لها فالعنيد في هذا البلد يتعب جدًا.
ولتعلم أنك على الخاطر دومًا أخو البال كما أنت أخو الدم، تقلقني كآبتك ويأكل يَأسُك من أفكاري وينهش ضعفك من عزيمتي حتى أُصاب بما يصيبك، وأتعب بما يتعبك ويشغلني تعثّرك ولكن ما باليد حيلة، فالقضية التي تآخينا معها تتبعنا أينما ذهبنا، لا راحة في الداخل ولا استقرار في الخارج.
وأعلم أنها ضاقت عليكَ، وحاصروك حتى جعلوك تندم على حملك لتلك الهوية ولكن لا تحزن وقابل عثراتهم بالصبر ولتكن عنيدًا كما عاهدنا هذه الأرض بأن نكون.
ولتسقي إرادتك من قوة إيمانك لتعود قوّيةً كما يجب،ولتسعى سعيًا لا ملل فيه حتى تصل لمرادك، فالأحلام يا أحمد لا تأوي الضعفاء ولا الأماني تزورهم.
لا عليك بالكيلو مترات التي تفصلنا وحدود البر التي تمنعنا، فما زلنا كما عهدّتنا ندعمك ونقف خلفك ولا نتخلى عنك ما حيينا.
وتذكر الصلاة الصلاة، فلا يميت الروح انقطاع اتصالها مع أهلها وخلّانها، إنما يميتها بعدها عن ربها فلا تترك صلتك بربك فلا فائدة للدنيا دونها.
واذا أتعبك قلبك وأغواك للتراجع، اضرب عليه وقل اثبت، إن تضعف أو تقوى لن نتبرح مكانك حتى أصل لما أريد.
دعواتي لك بدوام السكينة والطمأنينة
والسلام






أخوك خالد


إرسال تعليق

1 تعليقات