رسالة الصداقة


إلى صديقتي الصدوقة





من:حوراء عيسى (لبنان)





 إلى: ملاك كريم (أفريقيا)





 بيروت في ٣-١-٢٠١٩





تحية طيبة وبعد، 





تعتبر الصداقة من أهم العلاقات التي يمر بها الإنسان وهي تساعده على الاستمتاع بالحياة، فهي قادرة أن تعوض الشخص عن أي خسارة قد يتعرض لها.
والصداقة الحقيقية لتتسم بالديمومة عليها أن تتمثل بالصدق والتماس الأعذار في جميع الظروف، والثقة بأنه مهما حصل لن يقدم الصديق على فعل أي شيء يضر بصديقه، هي صدق الشعور المبني على الوفاء، وصندوق الأسرار، والذكريات الراسخة في الذاكرة.





 والصديق الحقيقي ليس من يلازمنا أينما كنا، وليس من نحدثه طوال الوقت، فمعنى الصداقة الحقيقي أسمى بكثير.
الصديق هو الكتف الذي نستند عليه، وهو الذي نلجأ إليه ونختبأ في حضنه حين تغلبنا الحياة، إنه الكنز الذي مهما بحثنا لن نجد أثمن منه، ومعه نعيش أجمل الأوقات التي يملأها الحب والمغامرات التي لا تنسى.





لدي الكثير من الأصدقاء سواء من أيام الدراسة، أو من الجامعة، أو من مختلف الأماكن التي عملت بها، مررت معهم بعدة تجارب وعدة مواقف كما تعرفين،
لكن عندما يذكرون كلمة الصديق الحقيقي لا يخطر ببالي اسمٌ آخر، وحين يتحدثون عن وفاء الأصدقاء لا أستطيع أن أجد أحداً أوفى منكِ، ومع مرور الأيام كان الأصدقاء يتساقطون من حياتي كما تتساقط الأوراق من الأشجار، وحدك كنت وستبقين الصديقة الثابتة التي تواكبني في كل مرحلة أمر بها.





بدأت رحلة صداقتنا منذ السنة الأولى في المدرسة، حيث كنا نسكن في الحي نفسه أيضا وهذا كان السبب الأول لتعزيز صداقتنا، واستمرت إلى هذه اللحظة ولن تنتهي هنا.
لأكثر من عشرين سنة، مواقف عديدة مررنا بها كسفرك للمرة الأولى للعيش خارج البلاد ومن ثم عودتك وانتقالك إلى جنوب لبنان، ومن ثم دخولك للقفص الذهبي، هذه المناسبة التي أفرحتني وكنت كأنني أنتظر حفل زفاف أختي، لكن فرحتي لم تكتمل ولم أستطع الحضور والوقوف بجانبك في هذا اليوم بسبب ظروف عائلية، إلا أني لا أنسى تلك اللحظة التي أبكتني عندما أرسلتي لي صوراً لك بالفستان الأبيض الملكي.





رغم قرب المسافة في كل هذه السنوات إلا أن القدر شاء أن يفرقنا بالغربة بعد زواجك.
ومرت الأيام، والتقينا ثانية بعد وقت طويل، يتوسطنا في الجلسة هذه المرة طفلك الصغير الذي كانت فرحتي به لا تعبر عنها الحروف، وقد عوضني اللقاء به عن كل اللحظات التي كنا فيها بعيدتين. 





ومن ثم سافرتي ثانية، ورغم كثرة وسائل التواصل الإجتماعي، إلاّ أن المسافة التي بيننا على الأرض لا يمكن أن تختصرها صورةٌ أو تسجيل صوتي، وبما أن الصداقة الحقيقية لا تقوم على التواصل الدائم على مدار الساعة فإني أحسد نفسي يا عزيزتي على صديقةٍ نغيب عن بعضناً زمنًا، ثم نعود للتواصل كأن الحديث الأخير كان منذ دقائق، فلا عتاب ولا لوم و لا خلاف.
صداقتنا قائمة على تفهم ظروف الحياة القاسية التي نعيشها في بعض الأحيان، والمسافة لم تستطع أن تفرق بيننا، لا أظن أن أي شيء قادر على ذلك.





 أردت يا صديقتي أن أهديك هذه الكلمات القليلة لأعبر لك عن مدى اشتياقي لجلساتنا ومحادثاتنا التي -بالرغم من قلتها- وطدت علاقتنا مع مرور الأيام.
في النهاية أريد أن أشكر الله أن أرسلك لي كهدية تضمد الجراح التي تتسبب بها الأيام. شكراً لك كونك سنداً وملجأً لي، وشكراً على كل اللحظات الجميلة التي مررنا بها.









صديقتك حوراء.









بقلم: حوراء عيسى





مجلة أزرق





العدد 16


إرسال تعليق

1 تعليقات

  1. الله يخليكم مع بعض دائما وما يفرقكم شي ابدا ..
    نيالكم ببعض ❤
    دامت صداقتكم وضحكاتكم 😁
    كونوا صديقات العمر ع طول وما تخلوا شي يخرّب او يجرّب ينزعها..
    # من فتاة لم ترى بين اصحابها صديقة.

    ردحذف