م٢/١/٢٠٢٠ إليكَ أبي.
لن أبدأ بالمقدمة الروتينية ، فأنا أعلم علماً تاماً أنك لست بجيد الحال، أدرك جيداً ما تخفيه خلف كلماتك تلك، أخترق أحرفك البسيطة، أجتازها وأغوص في بحر ألمك، ذاك الذي لاتودَّ منا أن نقوم باكتشافه، ولكنني قد تمردتُ واطلعت عليه.
نعم فلتصبر يا أبي، ولكنَّ الألم يتطلب منا أن نشعر به أيضاً.
غالباً ما أجدُ الكتابة أمرًا سهل، لم أفكر بكيفيتها بتاتاً، لم أجبر نفسي على جمع أفكاري، لكن هذا ما أفعله الآن!.
كانت الخواطر تجبرني على كتابتها، كان عليَّ أن أقتبس كلمات من خيالي وأقوم بتدوينها لا أكثر، لكنني الآن أستنجد بعقلي يا أبي، تُراه لا ينصت لي!.
عقلي لم يعد يعمل، كلَّما تطرفت لقصتي يعتريني الضياع، تهرب الكلمات، وتتملص مني الأبجدية!.
الألم قد أوصد قيوده على أعوامنا هذه يا أبتاه .
ما كدنا نرمم شرخ صاعقة، إلا و صاعقة أقوى تضرب بنا من جديد.
أحاطت بنا ستائرٌ من الخيبات، عمَّ الليل وتفشى الكذب وتسلط الوهم على العلاقات ولم يعد هناك ما يدعى بالحقيقة .
لربما لم نكن وحدنا المحطمين، وهنا تكمن المواساة ببساطتها.
العدل ، العدل قد سحب من بلدنا هذه منذ أعوام، أصبح الوطن حكماً مؤبداً يكبح جماح رغباتنا، يقوم بقتلها ربما.
وحلم السفر بات مالئ الدنيا وشاغل الناس.
هل اللقاء قد كتب في القدر المحتوم؟!
هل سيجف بحر الألم ذاك؟!
هل سنعيد ملأه بماء السعادة ولو وهماً؟!
هل ستحل القصة عقدتها؟!
هل هناك نهاية؟، أسنكمل المسير؟،أم أننا باقون هكذا؟.
بموقفٍ لم تسايرنا الأحداث أثناء وقوفنا فيه، ولم تسر الحياة بمكوثنا هنا أبداً.
قد تهت بين أسطري هذه، موجة ضياعٍ قد تملكت مني، بثثتُ لك ألمي لا أملي.
وأخيراً رسالتي كقصتي، لذا سأدَع للقدر والحياة الإذن بإنهائها.
لك السلام يا أبي.
إحدى قطع قلبك المتفرِّقة.
بقلم سلام الخطيب
مجلة أزرق
العدد 16
0 تعليقات