نظيرةُ الروح






إلى: حور





أمّا و لكلٍّ وجهتُه، ففي وجهتي أنتِ قِبلةُ كلِّ الجهات، و بدايةِ كلِّ البدايات.
عليكِ سلام الله مذ خلقت البشرية حتى انتهاء الكون، فلتأخذي رسالتي سالمةً آمنة، إن الحور يا حور يدخلنَ أبواب الجنة سالماتٍ آمنات و لطالما كنتِ تُشعرينني أنّ كلماتي كأبوابِ الجنة تداعبُ قلبكِ و تليقُ بك.





نسيتُ أن أخبرك أنّني أفتقدُكِ بقدرٍ رهيب، بقدَرِ ما دقَّ قلبي منذُ أوّلِ صرخةٍ حتى هذه الدَّقة، بقدرِ ما عاندني الدهرُ في مسألةِ بقائكِ قربي.
قريبةٌ أنتِ بقدرِ بُعدك، تتغلغلين في أنفاسي وأنتِ في الهواء مرتبطةٌ بجزيئاتِ أفكاري الشاردة .
بَعدَكِ لستُ سوى بقايا أنفاس، كبقايا قريتي من نصيب الحرب الذي نالته.
دهرٌ كاملٌ من الصمت، و صحبةٌ سرمديّةٌ مع الصداع.
أشتاقُك بقدَرِ ما يشتاق أصحابُ النارِ لشربةِ ماء، و أنا في نارِ المسافات بيننا أتلوّى، هلّا رويتِ الروحَ يا نظيرةَ الروح؟





أحتاجُ أن أقولَ لكِ اثبتي، فلتثبتي بقَدرِ ما أنتِ متعبة و بقَدرِ ما أنتِ حالمة.
إياكِ و الهوان، نومُ الحالمِ ضياعٌ للحلم، ليكن تعبنا زكاةَ أحلامنا الشاهقة، لتكن آلامنا جسراً نصلُ بواسطته ما قُطِّعَت أوصالُهُ في هذا العالم، لنكن نجوماً حتى ولو متنا لا ننطفئ.
و إنّا مُبتلون فلنكن على قدرِ الابتلاءِ عازمين.









آلاء العمر





مجلة أزرق





العدد 16


إرسال تعليق

0 تعليقات