بتاريخ: ٣١/١٢/٢٠١٩
لا أنسى شيئاً عزيزتي، بل وأشعر بتفاوت المشاعر ما بين اليوم وقبل سنة تماماً من الآن يا ليلى، فكلّ نفسٍ من أنفاسِ استمرارنا هو على نقيضِ ما مررنا به.
سعالٌ، هدوءٌ، نحيبٌ ونوم، صريرٌ، صراخٌ، صلوات، موت.
أذكر كم من المحرّمات والمنكرات في دين عينيكِ قد نسيتُ وعنها امتنعت، امتناع الكاتب عن القراءة، إنّه لامتناع عظيم بعد هذه السنين تحت تراب البعد والغربة.
سلامٌ وكلامٌ وفوقَ النهودِ عوم، فرحٌ ومرحٌ والطيّبات من يديكِ،
وها أنذا في مذبحكِ لا أقاوم الركوع واللجوء، فهلّا أتيتِ؟ أم قد قسوتِ فظلمتِ وبالشوق حكمتِ؟
لا أظن أن تلك الأخيرة قد تُشرَّع في الناموس يا حبيبتي، ولا لي إيمانٌ بتلاوة الوصايا ليعود الشغف عاصفاً كاسراً أغصان الموت والنحيب.
وهنا من لونن، من السّلام وحتّى اليدين، من بزوغ الوعود حتى دفن التراب في السماء، بقايا كائن فضائي يناشد تلك الأصابع الباردة، ويحاول ارتشاف النّقاء من جلد يديكِ ونثره في الروح علَّ الروح تصفو، ولَعلّها من شرّها تصحو.
هنا من لونن، قوامٌ عجيبٌ يلاحقني، أظنّ أنه أحد الملائكة المرسلين منك جلالتك.
فهلّا تركتِ خيوط السماء قليلاً، أو عبرتِ باستعطاف، فإن مجامع الحاجات تنادي يا ليلى، وعليكِ بالقدوم، فالمتيّم هنا على رصيفِ الذكريات ينتظر.
عيسى ماهر
ألمانيا، لونن
مجلة أزرق
العدد 16
0 تعليقات