رسالة اعتراف


رسالة اعتراف | راما المنديل





إلى من أنكر العهد، وتناسى قلباً قد أحب.





إليكَ أنت.





٥/١/٢٠٢٠





في بدايات كانون وفي الخامس منه، والبرد قد اشتد، وما كان على قلمي من حروفٍ فقد كتبت.





إلى من كان لي قلباً، حباً وعشقاً وأمل حياة.





إليكَ يا من تعلّمتُ منه معنى أن أكون أو لا أكون.





إلى من قال لي يوماً، أنتِ للعين نورٌ وأنتِ للأملِ حياة.





أريد أن أخبركَ أنتَ فقط، بأنّك قد سلبت منّي روحي وعمريَ الذي لا يُعد.





كيف حقاً لحروف أبجدية محدودة أن تمكّنني من الحديث عنك، كيف لها أن تصف قلبكَ وعطاء روحك.





إنّي الآن في حالة تيهٍ، بين الإدراك واللاإدراك.





أحببت ولا حدود لحبي لك.





كلّ ذلك كان قبل ذهابك، وقرارك بالرّحيل.





لقد أبكيتني دمع الغياب ودمع الفقد وعناء الرّحيل.
لم أكن أقصد في سفري البُعد كنت أرجو أن يكون ذلك وصلاً بيننا لا قاطعاً للوعد.





في كلّ رسالة كنت أكتبها، كنت أرسلُ معها روحي لعلّ شعوري يصل إليك!





أنا فقط من سافر، لكنكّ من رحل.





في الحبّ كنتَ تكبرني أعواماً، ولكنّي في العشق أسبقك بقرون.





لا أعلمُ أيّ حبّ هذا الذي أحببتْ، فليس حباً ما كانت نهايته سُطّرت بالهجر.





رغم كرهي للنّسيان أحببتك به، رغم نسيانك لكلّ أمرٍ أحب.





ماذا أقول بعد؟





ما الذي يُقابل الهجر في القول؟





وما الذي يكون حقاً أهلاً لنسيانه؟





تتمنى ليَ السّعادة، وأنا لم أكن أراها إلّا بك!!





تعرفني جيّداً من أكون، ورغم ذلك رحلت! كيف لكَ أن ترحل!





لِمَ لمْ تخبرني بذلك؟





أو حتّى تمهّد لذلك مُسبقاً!





لم يعد لديّ ما يذكّرني بك أبداً، فقد بقيت لك الأماكن وهواء قد جمعنا.





كيف لك أن تنسى، بالله عليك؟





ماذا أفعل بعهودكَ والوعود التي كنتَ تتفوّه بها، هل هذه سُخرية؟





تعبتُ غيابك وملّني الانتظار.





اعذرني بعد أن تقرأ هذه الكلمات، فحينها أكون حقاً قد نسيت، نسيتكَ أنت.





أُبلغكَ تحيّاتي.





والسّلام.





        من صاحبة الأثر.









بقلم: راما المنديل





مجلة أزرق





العدد 16


إرسال تعليق

0 تعليقات