حنا مينا..
كاتب سوري، من مدينة اللاذقيةحيث تصارع مع عشرات المهن قبل أن ترسيه الكتابة على شاطئ تحقيق الذات، وجد نفسه فيها فقدم لنا فوق الأربعين رواية، وخط لنا فيها نماذج مختلفة من قصص اجتماعية، معاناة يومية، تداخلات سياسة، والقضايا الخارجية مشاركا ايضا حياة البسطاء من أهل المدينة.
أثرت به بيئته كثيراً؛ فلم يخرج قلمه بعيداً عن البحر الذي كان حاضراً في كل مشهد من مشاهده،
فعندما تتوغل في حكايات حنا يمكنك سماع هدير البحر وليس فقط الأمواج تتخبط بل حتى أنت تتخبط بعد اندماجك مع الشخصيات، حول الحياة البسيطة إلى ملحمة تاريخية، الشخصيات الضعيفة المنكسرة إلى أبطال، لقد جعل من المفردات العامية السهلة، روايات لا تسد معناها الكلمات الجزال،
بأسلوبه الرقيق، بحواره الشيق جعلنا نركب سفينته ونبحر من رواية لأخرى، وبكل واحدة يتغير الطاقم، تتغير الأحداث، ويبقى البحر حاضراً، والشراع مرفوعاً ننتصر في الأولى لندخل إلى الثانية متشوقين، بكلامه نختصر المعاناة والألم، الواقع المرير الذي عاشته سوريا.
أحداث يرويها نشعر أنها ما زالت لليوم، لقد نقل حنا إلينا تراث بلادنا بلغة العوام،
روى لنا التاريخ من غير انحياز. فالبطولة عنده من حق الجميع، والدفاع عن الوطن غريزة
أما الحب؛ فهو أقوى من كل الكلام، التضحية لا بد من حدوثها لنحمي من نحبهم.
فرواية نهاية رجل شجاع: التي تحدثت عن مفيد الوحش، أبرزت لنا أهم النقاط التي تغير بها مفيد وأبرزت لنا روح التمرد التي رافقته، لطالما كان متمرداً إما طائشاً أو محقاً، إلا أنه كان شجاعاً إلى الحد الذي لا حد له،
لم يأبه بالموت أو السجن أو الجوع..
كان يبحث عن مكان، تكون لرجولته كلمة من غير بلطجية.
رواية مصابيح زرق:
التي تحدث لنا فيها عن فارس، العاشق الولهان الذي ضحى بمبادئه؛ بسبب الفقر عاد إلى حبيبته شهيداً وماتت كل الأحلام..
رواية الياطر: التي تبدي كيف غيّر الحب طريق اسكندر كيف جعله يؤمن بنفسه، ويغير تصرفاته الخاطئة،
كيف عاد ليحمي الوطن بعد كل سنين الوحدة.
من هذه الإضاءات الصغيرة نجد أن روايات حنا لم تكن مجرد أحداث خطها بدافع الملل، بل كانت غنية بالقيم التي نتعلمها مع كل سطر من سطور الرواية، كتاباته توهب القارئ قدرا كبيراً من الحكمة والقدرة على فهم وموازنة الأمور...
سلام لروح حنا الذي ساقنا دائماً نحو الحب لكي نعيشه في كل لحظات حياتنا وأن يكون الدافع الذي نمشي من أجله..
فلا حياة بلا حب...
كيف أكون إنسان وأضمر الكره داخلي؟؟!.
يدفعنا للعمل الخير، للتكاتف الاجتماعي، للوحدة رغم كل اختلافاتنا.
بعد أن تنهي أعمال حنا يكون قد جرفنا معه بتياره المحب للذات للطبيعة وللإنسانية.
بقلم: سماح اسمندر ✏
0 تعليقات