نحنُ أسرىَ الحروف نَتُوقُ لحرفٍ نُبحر بهِ، ونُخيّل لأنفسنا كتابًا نُحلّقُ في سَمائهِ، كم رَغبنا أن نَقف دون تكملة ثابتين لا نبرح.
عاجزين أن نخطو فإن اشتكينا بَكينا وإن صمتنا كِدنا نَختنق، فلم يعد للنّهاية طريقٌ وما عدنا نُحسنُ العودة.
شُجعان الحرف نحن؛ كُلّنا في تسطير الألم مُبدع.
بلغتُ العشرين عامًا، العشرين هما، عشرينيّة مُظلمة تكاد تؤجّ ألماً من نفحتها الأولى ، فما عدتُ أحسب الدّقائق ، باتت ثقيلةً جداً.
وجودٌ مثقلٌ في عالمٍ متعب، نشتكي مرارة الوقت، نخاف عاقبة الأنفس، فإن غُصنا غرقنا وإن تباعدنا تنادينا.
رامٍ جميلٌ أنا، أصارع ونفسي لذّة الحياة، وأتذوق بقلبي نضارة الأنفس.
عامٌ بعد عامٍ أثبتُ للجميع جدارة نفسي بنفسي، أدركُ مطولًا؛ أنّ العمر بستان، فإن انشغلنا بغيره؛ فاض منه العفن وإن تداريناه أزهر بنا.
أبحثُ من بين الحروف على حرفٍ يختلّ الكلمة ليتحدّث عنها،
هي الّتي لا كلام يُسردُها، ماضٍ مُزهرٌ، وحاضرٌ مُلفتٌ، ومستقبلٌ مشرقٌ.
تجاوزتُ بها ثقلَ الحياة، وأدركتُ معها أنّ لا همّاً يشقيني، ببسمةٍ من النّابِ، وثباتٍ من الضّاحك رَكِنْت. لكلِّ قلبٍ سرّ في ثباته، وهي أجمل الأسرار.
من التّاريخ وإلى التّاريخُ دربي، للتّاريخ فيّ شغفٌ عظيم، حبٌّ لا ينضبُ للرُقم، للألواح، للأبنية، أهمّيّةٌ عظيمة وعلاقةٌ متينةٌ، لي من التّراث القديم عجبٌ لا يُعقل وتصوّرٌ لا يُقدّر وطموحٌ عظيمٌ.
مُنتمٍ لمملكةٍ يُشاع عنها صيط أزرق، يرصفها الفكر، ويحكمها القلم، جنودها خيرة الكُتّاب وقرّاؤها أجمل من قرأ، يقف على عتبتها العديد من القرّاء بانتظار رحيق الفكر وخلاصة الحب.
أن تكون هُنا يعني بأن تنفضَ عن نفسكَ غبارَ الضّياع وتنطلق ونفسك مصارعاً المفردات، مُشكّلًا و ذاتك حقلًا كاملًا من التَميُز والبراعة.
أصارع أفكار رأسي الّتي لا تهدأ؛ ولا أهدأ بها، وأناشد؛ اللّحظة علّها تَرفق بالفكرة، فتسكن بي.
في كلِّ قلبٍ منّا غصّة، تئنّ حزناً بهِ بين فينة وأخرى، وحلب غصّة العمر، وحزن الدّهر .
في حلب لن تشعر بِبُعد الطّريق، ولا طولِ المسافة.. ولو استمرّيت عُمراً طويلًا تسير.
الطّرقات هُنا ثقيلةٌ، ثقيلةٌ جدّاً، تُرهقنا من خطوتنا الأولى، تُتعبنا.
كتابة: رامي دعبول
1 تعليقات
الحمد لله نشكر الله على كل حال
ردحذف