سلامٌ وألفُ سلام مفعمًا بمشاعر الذكريات
حبيبتي شهرزاد الياسمين؛ أنتِ تعلمين إنّي رجلٌ لا ينسى الذكريات ،فكيف لي أنْ أنسى الأيام التي أمضيناها معاً؛ تاللهِ إنّها مرصوفةً في قلبي كما ترصف الجدران، وإني لأتخذها ضمادًا لأطيَّب جروحَ قلبي ،
فأيتها القصيدة النورانية ،إنّ سرَّ جمالَكِ ووعينيكِ الساحرتين هما الدافعَ وراءَ عواطفي التي تجعلانني في دائرةِ الانتظار لَريثما تأتي لشاطِئ الأحلامِ
يا أيتها اللؤلؤةُ الثمينةُ والماسةُ الكريمةُ
أتذكُرينَ ، عندما كنّا نرمي حصى أمنياتنا على هذا الشاطِئ كي يسحبَها البحرُ بمدهِ وجزرهِ !؟
أتذكرين حارةَ الحجرةِ القديمةِ جدرانها ونوافذها ذات الورد الملونة وضيق شوارعها؟
فجمالك هذا مستقر في موضع ضيق في قلبي يرش قطراته العلاجية في دماء جسدي الذابل.
أتذكرين معرض الفنون ورسمتك التكعيبية التي أهديتك إياها؟ كنتُ عندَ رسمها رقاً لِمخيلتي التي تبرقُ صورتكِ فيها كقمرٍ يضيءُ كوكبَ الأرض؛ وأنا في وقتها أكونُ غائبًا عن الوجود؛ وليكون جمالك أيتها الحورية الملائكية الفتنة التي نقلتني لذلك العالم الأزلي الذي هو فوق تلك السماء الزرقاء.
أتذكرين شجرة الخرنوب الأسود؟ مارأيتك مرة عندها ألا خُيل لي إنّك جنةَ اللهِ على هذهِ الأرض ! فجسمك نبعها ونهرها ،وعينيك أشجارها ،وشفتيك طعامها ؛وشعرك حشائشها الخضراء فأنتِ وحدك أذقتني نشوةَ الظمأ لهذه الجنة .
وعندما كنت أبصر إليكِ عند كلِّ لقاء، كان يُخيل لي إنّكِ ملاكٌ جمالهُ سماوي هبط بجناحيه البيضاوان من السماء لينير الوجود فأنتِ أشبه بنورالشمس وضوء القمر..!؟
شهرزادُ ؛ أني أشمّ فيكِ زهرُ الياسمين الفواح الذي أرش منه على صحيفةِ حياتي التي كل كلماتها أنتِ معانيها ولأسكُبَ منها على قوسِ قزح الذي أنتِ ألوانهُ السبعةَ الجميلة الزاهية.
صديقتي وحبيبتي؛ في ذاك الزمن القريب إلى الآن لم أكن صديقاً فحسب ؛كما عاهدتكِ بل كنْتُ حبيباً بغلاف صديق ؛فسامحيني على هذه الكذبةِ البيضاء ، وأقسم لكِ إنَّ خوفي منْ أن تتمزقْ أنسجةَ الصداقةِ بيننا ،هوَ الذي جعلني أُخفي حبي لكِ، ولكن ما خطبي إن كان الحب يدخل باب القلب بِلا إستئذان !؟
عزيزتي ؛أنا الآن جسدًا بروحٍ شائخة ؛أجعلُ من ذكرياتنا نبضاتُ أملٍ تعيدُ لها بعضًا من شبابها ،بينما تعودين لتنفثَ فيها من الحبِ الأبدي المقيم خلفَ ذلك القفص العظمي ليجددَ هذهِ الروحَ الذابلة. !
والآن أكتب إليكِ بقلمِ الذكريات لعلّكِ ترأفينَ بهذا السقيم؛ لتأتي لتوقظينَ له تلك الروحة النائمة.
حبيبتي ؛لا أريدُ أن أفقدكِ مرةً ثانية؛ لأنّي أحبكِ ..
أنتظرك ....
حبيبك منير
منير حمود
١٣/١/٢٠٢٠
0 تعليقات