إغلاق المساجد، فرصة!


إغلاق المساجد، فرصة!
قال تعالى: "وأنَّ المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدًا"
المسجد في الإسلام هو بيتُ الله والمكان الوحيد الذي لا يُعَظَّم فيه إلا الله على عكس باقي الأماكن التي تشهد تجمعاتنا واهتماماتنا الدنيوية المتنوِّعة.
ويطلق على المسجد أيضا كلمة الجامع لأنه يجمع المسلمين على طاعة الله عز وجل فيتعارفون ويتآلفون ويتحابون في الله، وهذا مُخالف لِما يعتقد البعض أنَّها أماكنٌ مخصصة فقط لِأداء الصلوات الخمس بركعاتٍ عاجلة ينصرفون بعد انتهائها، بل أنَّ معنى المساجد في الإسلام أوسع من ذلك بكثير، وأنَّ الأعمال التي تُقام بها أشمل بكثير من حدود الصلاة الفعلية التي يبدأ أثرها بعد الخروج من المسجد، تلك التي ولِلأسف صار يُجرِّدُها البعض.
"إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر"
لِنعُد للوراء قليلًا أيام بدء الدولة الإسلامية التي أقامها النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة حيث أنَّ أول ما قام به حينها هو بناء مسجد قِباء لِيكون المكان الذي يجتمع فيه المسلمين خمس مراتٍ في اليوم، لِنراجع تاريخ المسلمين منذ بدئه ولنسأل أنفسنا:
هل شهِد تاريخُ المسلمين نصرًا على أعدائهم وعِزةً وتمكينًا بغير المحافظةِ على دوامِ وصلِ المساجد؟
اليوم وبسبب وباءٍ يهدِّد العالمَ أجمع أُغلِقت بيوت الله جميعها من الحرم المكي لِمسجد المدينة المنورةِ لِلمسجد الأقصى فالمساجد المنتشِرة في بِقاعِ العالم أجمع خوفًا من تفشي الوباء.
لِأول مرةٍ نسمع المؤذن يقول في آذانه: "صلوا في رحالكم"
كم هي مؤلمة تلك العبارة، وكم هو مؤلمٌ فراغُ المساجد من المصلين!
وكم هو مُهيبٌ منظرُ الكعبة المُشرَّفة والبياضُ الشاسِع يطوف حولها!
برأيي أنَّ ما يحدثُ اليوم هو فرصة منحنا الله إياها لِنراجعَ أنفسنا ونعيد حساباتِنا مع عباداتنا وصلواتنا وقلوبنا، لنختبر مدى قربنا منه عز وجل، هو فرصة لنعيد بناء علاقاتنا مع بيوت الله ولِنستشعِر حاجتنا إليها كمسلمين.
فنحن بحاجةٍ إلى إدراك أن المساجد هي أحبُّ البِقاع إلى الله تعالى كي نلقاه بقلوبٍ مطمئنةٍ، نحتاج أن نعيدَ إعمارها من جديد ليس مادِّيا أبدًا بل بشكلٍ معنوي وروحي بِتعظيمها وملئها الدائم والصادق، بتلاحمِنا ومحبتنا لبعضنا البض وتمسُّّك بعضنا ببعض.
فلنُعِد التفكير مُجدَّدا بمساجدنا ولنأخذ فرصتنا محمل الجِدِّ حتى إذا ما قُضِي أمرُ الوباء عادَت مساجدنا تصدحُ بِ "الله أكبر"
وباجتماعِنا فيها بِقلوبٍ مِلؤها الطمأنينة والقرب من الله عز وجل بارتيادِ بيوته المُقدَّسة.
مياس وليد عرفه


إرسال تعليق

2 تعليقات

  1. اتفق معك بشدة…
    الله يرحمنا ويفرج الكرب

    ردحذف
  2. صدقتي ...
    اللهم ارفع عنا هذا الوباء

    ردحذف