نسيان وفقد










گبِرتُ بِالعُمر وما عادَت صحّتي كما السّابِق





هَرم جَسدي وملأ رأسي الشّيب،





فَ قِلّة حِيلَتي جَعلت مِنّي ثَقيلةَ الحِمل على وَلَدي





الذي إتّخذ قَرارهُ بِأن تَكون نِهايَتي فِي مأوىً لِلعجَزة





كُل مَن هُنا يُشابِهُني ، يُشابِهُ مأسَاتي وأشدُّ قَليلا





تَمرُّ بيَ الأيامُ العُجافُ، أُصارِع بِها حَتفي بَين أُناسٍ لا تَربطني بِهم أيّ صِلَة وتُصافِحني أيادي مَن يأتون لِمواساتِنا في مُناسبات الحَياة الگثيرة التي لَا تَعني لِي شَيئاً ،





سِوى يَدُ ولَدي! مَن تَرگني وَحدي وأَنا في أمسّ حاجَتي إلَيه،





يا تُرى گيف حالُه وگم مِن الأطفال بات لَديه ؟ ، ألا يُسألوه أين جدّتنا أم أنّه حفَر قَبري بِجانب والِده حِين أتى بِي إلى هُنا؟





21 آذار ،





في هَذا اليَوم مِن كُل عام يَحتفِل العالم بالأُم ويُمجدّها،





وأَنا أستَفيق بِه على صورة ولَدي العالِقة في أعمَاق ذاكِرَتي ، هَل سَيأتي أَم أنّ السّنين أنسته مَن گانت أُمّه؟





تتسّلل الآن لِذاكِرَتي طفولتهُ الشّقية ، مَن شَعرتُ بإحسَاس الأُمومة معه ، گان فَرحَتي الوَحيدة وأجمَلها





گم رَعيته وسعَيت بَعد وَفاة والِدهِ بالشّقاء لِيُكمل تَعليمهُ، وگم مرّةً بَكيتُ مِن خَوفي علَيه وگم ضحّيت لأجل إسعادِه .





سألتُ إحدَى المُمرّضات : هَل سيأتي ولَدي اليَوم ؟ ، فإنّي شَديدة الشّوق مُتلهّفةً إلَيه ، وقَد مَضى وَقتاً طَويلاً لَم أرَه فيه، ألَم يُهاتفكُم ولَو لمرّةً يَسألكُم عَن حالي ؟





أخبِروه أنّي مُتعبةٌ جِداً مِن وِحدَتي فَليأتي ويأخُذني مِن هُنا.





فَقالَت لِي مُستعجِبة گلاماً گان ثَقيلاً على رُوحي و مَسمَعي :





إبنكِ توفّي مُنذ سَنتَين في حادِث سَيرٍ وقَد كُنتِ مَعهُ ألا تَذكُرين؟ لابُدّ أنّكِ لَم تأخُذي دَواءَكِ لِذلِكَ بَدأتي تَنسَين .





صَرختُ بِأَعلى صَوتي في وَجهها وأَنا أشُدّ على كِلتا يَديها :





لا أُريدُ أَن أتذّكر مَا مَضى والحَسرةٌ تأكلُ قَلبي على ولَدي، يا لَيتَني مُتّ مَعهُ على أَن يُكتَب مَوتي في المأوَى بِلا عائِلةٍ أو سنَد .





رُوَند عَمريطي


إرسال تعليق

1 تعليقات