أنجبتني أمي من وحي القلم، اسماني أبي من وميض الشمس، زايٌ وهاءٌ وراءٌ وهمزةٌ تضمانِ ألفاً رقيقة.
حلبية وإدلبية الأصل.
محاميةٌ: هكذا أطلق علي بالرغم أني في السنة الثانية، متأخرة لكن ثمة ظروف عقيمة منعتني في البداية من إكمال مسيرتي.
حفظت من القرآن الكريم،ماتيسر لي منه.
شخصيتي؛ متناقضة بعض الشيء سلبية وإيجابية، عفويةٌ، حسّاسةٌ.
جميعنا يمرُّ بمراحل صعبة على هذي الأرض القويُّ؛ هو من استطاع تخطيها، والضعيف من استطاعت الحياة أن تَدُسهُ فيها.
جميعنا يبكي تارةً، ويقهقهُ تارةً.
الحياة؛ عبارةٌ عن قوافيلَ تسيرُ، وأكثرنا ذكاءاً من تخطاها وأقلنا حظاً؛ هو من دهسته قافيتهُ وقافية غيرهِ.
دروسٌ كثيرة قد تفرغها الحياة في ثغرنا، الذي تعلم الدرس هو من نجى، والذي فاتته الفواصل وقع في قعر النقاطِ، الناجح في الحياة؛ الذي يعيشها ببساطتها، يتعلم، يقع وينهض من جديد.
والفاشل؛ هو الذي إذا مرّ به إعصارٌ خفيفٌ، بسط يديه عاجزاً وهو ينحبُ ويندبُ.
الجسد الصغير الذي أمسك بسلاح اليتم وحارب في أرض المعركة حتى بترت روحه، لكنه لم يمت بل ظل صامداً.
المقبرة الآن مصحوبة بلحد جماعي، يحمل شواهد بيضاء غطتها أرواحهم
أي مقبرة!
وأي كلام يخرجه قلبي قبل فاه،ِ
ربما الآلام تتصدع قليلاً داخلنا، فتخرج على هيئة حلم مراوغٍ يتلعثم
أي حلم؟
وأي حقيقة تلك؟
الندبة الموشومة على وجهي، المطبوعة في ثنايا ذاكرتي، المحشرجة في روحي كلما لاحت التخيلات إلى الوراء إلى عمرٍ لم أحسبه عمراً، بل كان عبارة عن إيقاف زمنيٍّ كي تشبعني الحياة ألماً.
الجسدُ الصغير الذي زفر أنفاسه من بين ألف رملةٍ، حطت على عظامهِ لربما حسبه يومهُ الأخير لهُ، لكنه كان كإنتقاله لحياة أُخرى ليست ببرزخٍ!
أن تكون في عمر الفراشات وزهوة الربيع، أن تتراقص على دفء العائلة وحب الأخوة أن يُبنى مستقبلك بعيداً عن التناقضات، أن تلعب بدُماك بدلاً من دَماك، وفجأةً على حين انقباض الروح والشهقات،
على حين الأدمع والصرخات المتقطعة، أصواتٌ كثيرة تمنعني عن الكتابةِ، العبرات تهرب مني إليهم إلى ذكرى ذاك اليوم أعيدها تارة أخرى، بعد أن أغلقت ملف قضيتي وتركته يعيش بين الأضلع
دمارٌ، بكاءٌ ونحيبٌ أهو كان نحيبُ أرواحهم؟!
أم أن عويل روحي شمّر عن ساقيه المكبلتين؟!
كي يلحقَ بهم، أصواتُ رصاصٍ مازالت تحفر مكانها داخل تقاسيم ذاكرتي.
من هنا؟
أأحدٌ مازال على قيد الحياة؟!
أم أن الطائرة التهمت الجميع؟!
لم أكن أنوي الصراخ، فجسدي الضريح أدماه الفقد منذ الثانية الأولى، التي أحس بها أنّه وحيدٌ دونهم، دون الأب والأم والأخوة
التفاصيل كثيرة على قلبي. فكيف بالذي سيقراؤها؟!
سأترك لكم تخمين ماحصل، وماقد سيحصل، بعد الفقد من ألمٍ..
أن تبصر كل شيء حولك وتراهُ مفعماً بالحياة وعلى حين غفلةٍ لا تبصر سوى الظلام بل أشد
فالعائلة؛ هي النور الذي أودعهُ الله داخلنا وشاء ربي أن يأخذ ذاك النور مني، لكنه أبدلني بهِ جنتين، جنةٌ معهم، وجنةٌ لي إذ سمعت أحدهم يقول إن الله إذا أخذ إحدى حبيبتيك منك أبدلك بجنةٍ.
علينا أن نكون أكثر قوة، أكثر رضاء للقدر، وأكثر حباً لله إن الله إذا أحب عبداً ابتلاهُ، ولكن كان ابتلائي حباً من الله إليّ، فما أعظم حبهُ.
زهراء قريع
1 تعليقات
أبدعتِ بالسرد عزيزتي، حتى تألمت قلوبنا من الفقد معكِ..💔💔
ردحذف