أَتعرفُ بأنَّ الكَونَ أعتمَ بعدَ رحيلِكَ في عينيَّ ! هلْ أخبرتُكَ بأنَّني أفتقدُكَ ولمْ أَستوعبْ إلى الآنَ رحيلَكَ! رحيلُكَ أفقدَنِي طعمَ الحياةِ ، قتلَ ابتسامَتِي وسَكبَ دمعتِي وأعتَمَ الحياةَ في وجهِي لأنِّي فقدتُكَ .. غيابُكَ غصَّةٌ في حنجرتِي تأبَى الخروجَ ،لمْ تكنْ ذلكَ الَّذي يُنسَى معَ مَشاغلِ الحياةِ أنتَ في كلِّ لحظةٍ بلْ في كلِّ ثانيةٍ حاضرٌ في ذهنِي ..ذلكَ اليومُ الَّذي لايُنسَى ، إلى الآنَ لا أستَوعبُ غيابَكَ وأنَّكَ لنْ تَعودَ وأنِّي لنْ أراكَ إلَّا في الأحلامِ .. أتصدِّقُ أنِّي إذا رأيتُكَ في أحلامِي أتمنَّى أنْ يحلَّ بي ماحلَّ بأصحابِ الكهفِ ، ألَّا أصْحوَ من نومِي وأنْ أبقَى بجانبِكَ وأسْنُدَ رأسِي على كتِفكَ وأُخبِرَكَ بأحزانِي الَّتي لم يستَطعْ أحدٌ منْ بعدِكَ انتشَالَهَا من قلبِي .. أَتُصدِّق !..أنظرُ للعَابرِينَ عليَّ أراكَ منْهُم ، وأتَفقَّدُ مكانَ جلوسِكَ علِّي ألمَحَكَ مرةً واحدةً ..لكنْ.. كلُّه في مهبِّ الريحِ أنْتَ أصبحْتَ في عالمٍ آخرٍ .. لمْ أبكِ حينَمَا فارقْتَنِي لكنْ بكيتُ حينَما استيقظتُ وأمسكتُ هاتفِي لأحدِّثَك ونسيتُ أنَّك لمْ تعدْ في هذهِ الدُّنْيا منْذُ الَّليلةِ الماضيةِ ... ذكْرياتُكَ تحاصِرُنُي في كلِّ زاويةٍ ، أجلسُ في غرفتِي وليسَ هناكَ مفرٌّ منها .. صحيحٌ أنَّ رحيلَكَ هوَ راحةٌ لكَ فلَقدْ عانيتَ كثيراً من أذى الدنيَا وأعلمُ جيداً أنَّ البكاءَ لنْ يعيدَكَ لنَا لكنْ يُخرجُ غصَّاتِ الألمِ القابعةِ في قلبِي ... إنَّ الرُّوحَ انطَفأتْ يا أخِي، فهلَّا عُدْتَ لتَنْفُخَ في الرّْوحِ الأملَ منْ جديدٍ ؟
أَعلَمُ أنَّنا سنجْتَمعُ برحمتِه ِو يَعلمُ تمَامًا أيَّ وقتٍ سنجتمعُ و لنْ يحييَ هذِي الرُّوحَ إلَّا الِّلقاءَ حينَها عنْدَ المليكِ المقتدرِ، سأصْبرُ و بصَوتِي لحنُ الدعاءِ وما صبْرِي إلا باللهِ وللهِ ..
أنتظرُ ذلكَ اليومَ الَّذي سنلْتقِي فيهِ في الجنَّةِ وهناكَ تنتَهِي الغُربَةُ ويلتقِي الأحبةُ وتطيبُ الجراحُ ..
إيلاف عودة
0 تعليقات